قضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

حب عتعوت / خاطرة

الميزان/ الدار البيضاء: الدكتور سعيد الناوي

almizan.ma

حب عتعوت / خاطرة
الميزان/ الدار البيضاء: الدكتور سعيد الناوي
…لكي تعلم أن الحب كافر بالجغرافيا و الألقاب و النياشين و الأسماء..
مؤمن بالتاريخ؛ عليك أن تنظر لحب “العتة”!
نعم.. ستيني لم يتزوج قط إلا بالإسمنت و الجبص و أسلاك الكهرباء…!
معذرة.. لم يتزوج ولكنه قد أحب وعلم الحي كله بحبه لسيدة لا يعلم اسمها الكثيرون لكنهم يرونه تدخل وتخرج من بيته.. عفوا.. بيت والدته الحاجة “حبيبتي” ؛ كونها زوجته بدون توثيق !!
الجميع تقريبا يعرفها بمن فيهم “المقدم ” وبائع الفواكه؛ والبقال ؛ والمطال وصانع الصناديق الحديدية و ” خربوش” مسير مقهى “الراحة” و”فريمه”!.. جميع الناس تعلم إلا أنا : سمعت و لم أر…!
المهم أنها تحبه؛ و أما هو ؛ فلا يعترف إلا بالألفة…
خمسينية هي.. بلسان جارح أحيانا جعله ذات يوم يتبرم منها.. قدحت فيه وسبت في ملته أن ” مال دين امك؟..”
” أواه يا زمن.. كانت والدتي لا تجرؤ.. وكان أبي.. ثم أحياني المولى لأرى كيف تبدلت المؤنسات..!؟”
قالها متبرما؛ ومص شفتيه فبدا لي حنكه قد التصق بأخيه لأنه ساقط الأسنان..
وقد أودع أسنانه الصناعية أمانة بين يدي الحاجة!
” لا عليك.. لا تقصد.. تحبك..” فتبسم و قد أفلحت في ذلك!
جاءني مقترضا
متأسفا لما أصابها.. بعد أن مرضت..
تأوهت لحاله الرقيق وهو يسعى لكي تخف.. وقد دقت هاتفه أنني ببابكم..
أي حب جارف ربط الفؤاد إلى حجرة إسمنت؛ تمسكت بأهداف فؤاد أنثى.. علم بها الجميع؛ و علموا أنها كادت تعصف “بفتيحة” التي تراود “العتة” عنها..!
“فتيحة” التي لا تكاد تواجه إلا “العتة”، وأخالها قادرة عليه وعلى شقاوة الستين عاما؛ لكنها لا تستطيع أن تجابه خمسينية ” العتة”…
ليس المهم أن تتعلق “فتيحة” به؛ ولا تلك التي مرضت؛ فشقي “العتة” لأجلها.. المهم أن “العتة” رجل لا يملك إلا أن يمص حنكيه.. وأن يتحدث إليكم بعينيه.. يشير بهما ويشبع بها قليل كلامه معها..
ومع كل ما به؛”موضوع مسطرة بحث” من “فتيحة” والأخرى.. فراقَ لي أن أنظر إليه؛ ورق لي حال من يملك ويملك ولكنه لا “فتيحة” له؛ تنتظره فتتوارى خوفا من المريضة..
هالني حجم هذا الحب..
وتذكرت “سميرة” الحمقاء المتسولة التي تستجدي الناس في الطرقات؛ ثم تضع محصول ما سألته بين يدي “اشليحة”..
صحيح أن الهوى غلاب؛
وأنه إبن فسق وبغاء…
وأحمق
متمرد
أعمى
” صنكوع “..
لا يعترف بالجغرافيا ولا بالنياشين.. فإن لم تصدق؛ فانظر إلى حب العتعوت”
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى