رمضان/ محطة لتزكية النفوس وتقويم السلوك
الميزان/ الجديدة: ذ. عبد الرحيم أشن

almizan.ma
رمضان/ محطة لتزكية النفوس وتقويم السلوك
الميزان/ الجديدة: ذ. عبد الرحيم أشن
رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة روحية وأخلاقية تهدف إلى تزكية النفوس وتقويم السلوك، ليخرج المسلم منه إنسانًا أقرب إلى الله، وأنقى قلبًا، وأحسن خلقًا.
أولًا: رمضان مدرسة لتزكية النفوس:
– التقوى أعظم ثمار الصيام:
قال تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة: 183)، فالصيام يعلم الإنسان مراقبة الله في كل لحظة، فيمتنع عن الحرام، ويتعود على الإخلاص والصدق في عباداته.
– التوبة ومغفرة الذنوب:
في رمضان تفتح أبواب الرحمة، وتصفد الشياطين، مما يساعد العبد على التوبة النصوح، والإقلاع عن الذنوب والعادات السيئة.
– التعلق بالقرآن:
رمضان هو شهر القرآن، والحرص على تلاوته بتدبر يعين على تطهير القلب وزيادة الإيمان.
ثانيًا: رمضان محطة لتقويم السلوك:
– ضبط النفس وكبح الغضب:
الصيام يدرب الإنسان على الصبر، فيتعلم كيف يسيطر على انفعالاته، فلا يرد الإساءة بالإساءة، بل بالحلم والعفو.
قال النبي ﷺ: “إذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفثْ ولا يصخَبْ، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله، فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ” (متفق عليه).
– تهذيب الأخلاق:
رمضان يعلّمنا الأمانة، الصدق، الرحمة، الإحسان، وخفض الصوت، فيكون الإنسان أكثر لينًا في تعامله مع الناس.
– تعزيز الإحساس بالآخرين:
الشعور بجوع الفقراء والمحتاجين يعمّق الإحساس بالرحمة، ويزيد من العطاء والكرم.
– تنظيم الوقت والانضباط:
يدرّب الصيام الإنسان على الالتزام بمواعيد محددة (الإمساك، الإفطار، الصلوات)، فيكتسب مهارة إدارة الوقت والانضباط الذاتي.
ختامًا:
رمضان هو فرصة ذهبية ليعيد الإنسان بناء نفسه، ويخرج منه بروح أكثر نقاءً، وسلوك أكثر استقامة، وعزيمة أقوى على السير في طريق الطاعة والنجاح في الدنيا والآخرة.