في يومها الثاني.. محاكمة ترامب تنفذ إلى الجوهر بالشروع في تقديم أدلة الاتهام
بعد يوم أول خصص لضبط الجوانب التنظيمية والمسطرية، دخلت محاكمة الرئيس دونالد ترامب بمجلس الشيوخ الرامية الى عزله من منصبه، مرحلة النفاذ إلى الجوهر بشروع فريق الادعاء الديمقراطي في تقديم أدلة الادانة ضد قاطن البيت الابيض المتهم بإساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.وبعيدا عن المشاحنات بين الديمقراطيين والجمهوريين التي ميزت اليوم الأول من المحاكمة واضطر معها قاضي المحكمة العليا جون روبرتس إلى توبيخ الطرفين، خلا الجو لممثلي الادعاء الديمقرطيين، وفق ما تقتضيه ضوابط المحاكمة، للإسهاب، على مدى ثمان ساعات، في تقديم الحجج والتفاصيل المرتبطة بهذه القضية المتشعبة بطريقة بلغت برأي المتتبعين حد « الإغراق »، فيما سارع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى اعتبار العملية « حيلة سياسية » متوعدين بتبرئة الرئيس ترامب من جميع الاتهامات الموجهة إليه عندما تؤول القضية في نهاية المطاف إلى التصويت.
ويرى المراقبون أن اعتماد استراتيجية « الإغراق » بالحجج القانونية والتفاصيل الطويلة والدقيقة من قبل الديمقراطيين المدركين جيدا لاختلال موازين القوى داخل مجلس الشيوخ لصالح الجمهوريين، وإن كانت موجهة ظاهريا لأعضاء المجلس الشيوخ بوصفهم محلفين، فإنها في العمق تتوجه إلى الرأي العام ولاسيما كتلة الناخبين الذين ستكون لهم الكلمة الفصل في الحكم النهائي على ترامب بشأن تعامله مع أوكرانيا عندما يتوجهون إلى صناديق الاقتراع في وقت لاحق من هذا العام.
ووفقا للإجراءات الناظمة لهذه المحاكمة، فأمام فريق الادعاء الديمقراطي مهلة 24 ساعة موزعة على ثلاثة أيام كحد أقصى لإقناع مجلس الشيوخ بوجاهة التهمتين الموجهتين للرئيس ترامب.
وبعد ذلك، تمنح المهلة ذاتها لفريق الدفاع عن الرئيس ترامب برئاسة المستشار القانوني للبيت الأبيض بات سيبولوني لعرض حججهم، وإظهار كون الرئيس مارس صلاحياته حين طلب من أوكرانيا التحقيق بشأن جو بادين بعدما عمل ابنه هانتر في مجموعة « بوريسما » للطاقة ، وكذلك الأمر عندما رفض التعاون مع تحقيق يعتبره « حملة شعواء » ضده.
وبعد انتهاء مرافعات دفاع الرئيس ترامب، يمكن لأعضاء مجلس الشيوخ المئة (53 جمهوريا و47 ديموقراطيا) طرح أسئلة خطية على فريقي الادعاء والدفاع على مدى 16 ساعة، توجه إلى رئيس المحكمة العليا القاضي جون روبرتس الذي يترأس المداولات لتلاوتها.
وكانت وقائع اليوم الأول من هذه المحاكمة قد كرست حالة الاصطفاف السياسي الحاد داخل مجلس الشيوخ بين الغالبية الجمهورية المصممة على تسريع الإجراءات والمعارضة الديموقراطية المنددة بتبرئة تراها محسومة سلفا.
وبدا هذا الانقسام السياسي الحاد جليا في إسقاط الجمهوريين لكل التعديلات التي تقدم بها الديمقراطيون سواء تعلق الأمر باستدعاء الشهود أو طلب مستندات من الإدارة الأمريكية الحالية.
ففي سلسلة من عمليات التصويت التي تخللت 12 ساعة من النقاش الماراثوني ، أحبط الجمهوريون الذين بدوا متراصي الصفوف خلف زعيمهم بالمجلس ميتش ماكونيل، محاولات الديمقراطيين لطلب وثائق من البيت الأبيض ووزارة الخارجية وغيرها من الوكالات الحكومية ، فضلا عن الاستماع لشهادة مسؤولين بالإدارة من شانها تسليط الضوء على التهم الرئيسية الموجهة للرئيس ترامب.
ويعد دونالد ترامب الرئيس الثالث في تاريخ الولايات المتحدة الذي يواجه محاكمة عزل بعد أندرو جونسون سنة 1868 وبيل كلينتون في عام 1999.