القانــون

فعاليات المجتمع المدني تنظم ملتقى البيعة تحت شعار الخلف بعهد السلف

نجوم بريس . محمد رضي

فعاليات المجتمع المدني بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة التقافة والشباب والرياضة وبتنسيق مع ولاية جهة العيوت الساقية الحمراء والمجالس المنتخبة وبمشاركة الجمعيات والتعونيات جهة العيون الساقية الحمراء تنظم ملتقى البيعة تحت شعار الخلف بعهد السلف
بهده المناسبة التي تربط المغاربة برباط الشرعي والتاريخي بتشبت المغاربة بالبيعة الضمانة للامن والاستقرار والوحدة الوطنية

يعتبر النظام السياسي المغربي وليد تراث سياسي وديني وتاريخي يمتد لنحو اثني عشر قرنا من بداية
الحكم الاسلامي في المغرب , ولعل اهم ما يميز هذا النظام عن تجارب الحكم في سائر الدول العربية اعتماده على مؤسسة البيعة التي شكلت على مر العصور الية للاستقرار السياسي في المغرب .
ونظام البيعة في المغرب يعتبر تقليدا عريقا وثابتا اساسيا لا يمكن الاستغناء عنه في تثبيت الحقوق والواجبات المتبادلة بين الملك والشعب من اجل تحقيق الامان والعدل والإنصاف .
فالإسلام في المغرب له خصوصية بالغة الأهمية سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي ، اذ ان تاريخ نشأة الدولة المغربية متلازم مع اعتناق المغاربة الدين الإسلامي، خصوصا مع ارتباط الأسر التي تعاقبت على حكم المغرب بسلالة النبي (ص).
وتستند الشرعية الدينية لإمارة المؤمنين ممثلة في الملك إلى عقد البيعة وهو عقد ملزم يشكل ميثاقا سياسيا بين الحاكمين والمحكومين ، ويتجدد هذا العقد من طرف الشعب لكل سلطان يتولى الحكم ، وذلك بمقتضى البيعة يلتزم السلطان بتحقيق غايتين تتمثلان في الدفاع عن إقليم محدود وغير قابل للتفويت وتأسيس نظام مغربي كفيل بضمان الأمن للجميع.

فمنذ نحو أكثر من 12 قرنا كانت هناك هيئة تبايع الملوك في المغرب وهذه الهيئة كانت مركبة من كافة فصائل وممثلي
الشعب من طبقات العلماء وعلماء الشرعي الذين كانوا على عقد البيعة وكان هناك رجال السلطة والقواد والباشوات والمحافظون ومن هؤلاء تتشكل البيعة ..
والبيعة بهذا المفهوم تعتبر في المغرب أمر أساسي لممارسة السيادة من خلال ولاء الأشخاص والقبائل للسلطان ، وحين يصدر هذا الولاء فانه يصبح نهائيا ويهم مجموع الإقليم الذي عبر سكانه عن ولائهم ، والتعبير عن الولاء بواسطة البيعة يعتبر أسمى وسيلة لإقرار سيادة السلطان المنشاة أساسا في الشرعية ألدينية.من خلال الرجوع إلى مختلف المصادر التي بحثت في البيعة، نجد أنها تحمل في طياتها صفة التعاقد والتعاهد على غرار عقود البيع والشراء والزواج وغيره، ويقول القلقشندي في صبح الأعشى:
” البيعات جمع بيعة، وهي مصدر بايع فلان الخليفة يبايعه مبايعة. ومعناها المعاقدة والمعاهدة. وهي مشبهة بالبيع الحقيقي. قال أبو السعادات ابن الأثير في نهايته في غريب الحديث: كأن كل واحد منهما باع ما عنده من صاحبه.
أعطاه خالصة نفسه وطاعته، ودخيلة أمره. ويقال بايعه وأعطاه صفقة يده. والأصل في ذلك أنه كان من عادة العرب أنه إذا تبايع اثنان صفق أحدهما بيده على يد صاحبه”. نفس هذا التعريف نجده عند ابن خلدون وغيره، ولهذا يمكن اعتبار البيعة عقداً وعهداً بين السلطان والمبايعين له كل طرف فيه يلتزم بما تعهده به.

ب – الأصل الديني:
أخذت البيعة أهميتها الدينية من تعظيم الإسلام لها حيث ذكرت في عدة آيات قرآنية للتأكيد على أهميتها وأهمية العهد الذي تتضمنه. ومن هذه الآيات:
(إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما عاهد عليه فسنوتيه أجرا عظيما).
وفي آية أخرى:
( لقد رضي الله على المومنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ومغانم كثيرة يأخذونها، وكان الله عزيزا حكيما).
وفي الحديث النبوي حث على أهمية أخذ البيعة لولي الأمر عند المسلمين، واعتبار هذا الأمر جزءا من تمام إسلام المسلمين:
“من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية”.
“من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية”.
هذا الاهتمام الديني بالبيعة في القرآن والحديث جعل الإجماع عليها من أصول مشروعيتها إتباعا للآية القرآنية:( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة).

ج – أصلها في التاريخ الإسلامي:
كانت بيعة أبي بكر بالخلافة في الإسلام أول بيعة في تاريخ الإسلام بعد عهد الرسول. وهي المعروفة ببيعة السقيفة والمعروف عنها أنها لم تكن مكتوبة. وفي هذا يقول القلقشندي: “لكن لم ينقل أنه رضي الله عنه كتب له مبايعة بذلك. ولعل ذلك لأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا إذا بايعوا لا يجحدون البيعة بعد صدورها بخلاف ما بعد ذلك”.
وبعد ذلك جاءت بيعات بقية الخلفاء الراشدين غير مكتوبة كذلك مع اختلاف ظروف عقد كل بيعة، فبيعة عمر جاءت بعهد من أبي بكر بعد استشارة خاصة من الصحابة. وبيعة عثمان جاءت عن طريق الشورى بين ستة من الصحابة تبعا لوصية عمر بذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى