الصيام وليلة القدر في رمضان
الميزان/ الرباط: حسين بن محمد احمد المهدي

almizan.ma
الصيام وليلة القدر في رمضان
الميزان/ الرباط: حسين بن محمد احمد المهدي
بالصيام والعمل الصالح في شهر رمضان يبلغ الإنسان درجات رفيعة من الأخلاق الفاضلة
فهو يدفع النفس البشرية إلى بلوغ أقصى حدود الكمال، بحيث يتجنب الإنسان كل مايشين ويقبح، وكل مايصم سمعة الإنسان بالرذيلة
وخلقه بالإنحطاط وعمله بالفساد؛ لأن الأنسان يحفظ جوارحه ويسمو بعمله.
رمضان شهر الخير والبركة
خصه الله بليلة يفتح فيها أبواب الخير، ويتقرب فيها العباد بالعمل الصالح
ليلة يسمع فيها الخطاب ويرد الجواب
ويكتب للعاملين فيها عظيم الأجر والثواب
ليلة هي خير من ألف شهر
ليلة إنزل فيها القرآن هدى للبشرية
ليلة تتنزل فيها الملائكة
ليلة سلام للمؤمنين فمن قامها فاز بالفضل العظيم
ليلة القدر خصها الله بنزول القرآن فشرفها كبير من قامها إيمانا بالله وبما وعد الله من الثواب للقائم فيها محتسبا للأجر غفر له ماتقدم من ذنبه، كما جاء في الحديث النبوي الشريف (من قام ليله القدر إيمانا واحتسابا غفرله ماتقدم من ذنبه)
إن قيامها فرصة يقتنصها العاقل
فهي ساعات معدودة من الغروب إلى الفجر
ليله القدر في رمضان، شهد بذلك القرآن
(شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ) (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
لقد اختص الله ليلة القدر بشرف عظيم، فوصفها بأنه يفرق فيها كل أمر حكيم من أومر الله المحكمة وتقديراته المتقنه التي ليس فيها خلل ولانقص، وذلك شرف عظيم وتقدير إلاه حكيم
ليلة تعتق فيها الرقاب ويكثر فيها الثواب فوقتها ثمين، وخيرها ظاهر مبين فالسعيد من ادركها وأحيا ليلها.
ليلة القدر ورد في السنة التماسها في تسعه عشر وفي العشر الأواخر من رمضان واوتارها
فما أيسر طلبها والتماسها في ليال معدودة لمن شمر واجتهد
والعاقل من احياها بالقران والذكر والفضائل (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ)
لقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحرص على التماسها في العشر الأواخر وأوتارها ويعتكف العشر الأواخر من رمضان، فذلك من السنة فلا ينبغي للعاقل ان يفوت هذه الفرصة الثمينة، وهذا لايعني ترك الاستعداد للجهاد والمشاركة بالمال
فالجهاد ذروة سنام الدين، من أنفق نفقه في سبيل الله كتبت له بسبعمائه ضعف
فقتال الصهيونية اليهودية التي تسفك الدماء وتغتصب الأرض وتحتل الأقصى الشريف من أهم الواجبات
بل ان ذلك يفوق الصيام والقيام فقد جاء في الحديث (إن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عام، ومن قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة)وفي رواية(رباط ليلة في سبيل الله كالف ليلة صيامها وقيامها)
فإن لم توفق إلى شيء من ذلك فعليك ان تحب المجاهدين في فلسطين وتمحض لهم نصحك (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَ لا عَلَى الْمَرْضى وَ لا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّـهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَ لا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَ أَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَ هُمْ أَغْنِياءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ).
وعلى المسلمين أن يكونوا على حذر من غدر المنافقين والكافرين، كما هو ديدنهم الكيد للمجاهدين في مثل هذه المناسبات العظيمة منذ ظهور الاسلام.
شاهد ذلك: ماحصل من الغدر بإمام المتقين ويعسوب المؤمنين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (الذي لايحبه الا مؤمن ولايبغضه الا منافق) فاستشهد بسيف الغادرين أشقى البرية أجمعين ابن ملجم في ذكرى حصاد المشركين بسيف الإمام علي في معركة بدر الكبرى.
فكان الانتقام منه من أهل الكفر في ذكرى قتل المشركين ورميهم في القليب بعد ان حصدت رؤوسهم، والحكم الله والموعد القيامة.
فالله الله في الجد والاجتهاد في نصر فلسطين نصرا للإسلام والمسلمين، وقمعا لقوى الكفر والفساد.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين.
(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)