السياسيةالفقه والشريعةالقانــونقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

*”ولو أكلنا التراب، لا نخون”*

الميزان/ الرباط: بقلم/أ. عبده معروف

almizan.ma

*”ولو أكلنا التراب، لا نخون”*
الميزان/ الرباط: بقلم/أ. عبده معروف
في زمنٍ كثُر فيه المتلونون، وتبدّلت فيه الوجوه بتبدّل المصالح، وباتت المبادئ تُباع عند أول منعطف، تخرج من جبال صعدة الصلبة، ومن قلب عالمٍ لم يبدل ولم يساوم، تلك الكلمات التي تهز القلوب وتوقظ الضمائر: *”مستعدون أن نأكل ولو التراب، ولا نخون ديننا وبلدنا، ولا نتلوَّن”*، كلمات من ذهب، خطّها الإمام المجاهد *مقبل بن هادي الوادعي* ـ رحمه الله ـ بمداد الصدق والثبات، لا بالحبر والكلام، لقد كان الشيخ ـ في زمن الغربة والخذلان ـ صخرةً صلبة لا تلين، لا تغريه الوعود، ولا تُرعبه التهديدات، ولا تغيّره العطايا، لأنه ربى نفسه على أصل عزيز: *الثبات على الحق مهما كانت الأكلاف*، كلمات الشيخ ليست مجرد جملة عابرة، بل هي دستور حياة لمن أراد أن يسير على هدي السلف، ممن كانوا يفرّون من التلون كما يفرّ السليم من الأفعى، فدين الله لا يُحمى بالمجاملات، ولا تُرفع رايته بالنفاق، ولا تُصان كرامة الأمة بالأصوات المرتجفة، بل برجالٍ لا تغريهم الدنيا ولا تشتريهم الوظائف، ولأن الثبات عملة نادرة في زمن المساومات، جاءت هذه العبارة تضع خطًا أحمر لكل صاحب دعوة: *يا طالب العلم، يا حامل الرسالة، يا من أقمت ظهرك للحق… اصبر، واصدع، ولا تتلون؛* فلنأكل التراب، ولكن لا نأكل وجوهنا أمام الخونة، ولنتشح بالصبر، لكن لا نُلبس دعوتنا أثواب المهانة والتنازل،، سلامٌ عليك يا شيخ مقبل… علّمتنا أن الدين أمانة، وأن الوطن كرامة، وأن التلون جريمة، *رحمك الله، وجعل كلماتك سراجًا للثابتين، ونارًا في وجه المتلونين.*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى