القانــون

فريق شاب الريف بين الهوية ومعضلة الهواة . .

تلخيص شامل منقول من صفحة الفايسبوك لخالد الملاحظ

فريق كانت تهمته أن حمل اسما أكثر من طاقته كفريق “الريف ” بكل ما تحمله الكلمة من حمولة جغرافية وتاريخية . ومن هذا المنطلق كان منطقهم في التعامل مع الفريق بالإحياء والعيش في وهم الحلم حينا ، أو الإقبار والموت البطيء حينا آخر..

هذا الموسم أضحى يتبوأ المرتبة الأخيرة في بطولة الهواة ، وفي صمت تسحبه عنهجية بعض المرتزقين المتطفلين على تدبير الشأن الرياضي ليغرق رويدا رويدا . كثرت الخناجر الطاعنة في الثور الذي انهار في رمشة عين ، ولا أحد يستطيع إعادة المجد الغابر بالتأكيد …وحيث أنني كنت ومازلت من محبي الفريق ارتأيت تقاسم بعضا من قراءتي العابرة لفوضى صعود وسقوط هذا الفريق . لكن قبل ذلك دعونا نتساءل بعفوية بيننا :
ـ هل مدينتنا الحسيمة الجميلة بحاجة لفريق كرة القدم بالقسم الوطني الأول ؟

مدينة ساحلية صغيرة قلة عدد ساكنتها . حيث فرص الشغل قليلة جدا في غياب معامل وشركات . ليكون البديل فقط حلم طيران الشباب نحو القارة العجوز لدعم الأسر المعوزة . وعاء جغرافي ضيق ساهم في تقلص بنيات تحتية تسمح بممارسة الرياضات ومنها ملاعب لكرة القدم ، ” ملعب ميمون العرصي ، ونصف ملعب بميرادور ” . كلها مؤشرات وعوامل تغنينا عن تبرير حاجتنا لفريق بالقسم الأول.

زلزال الحسيمة 2004 ، زلزل العديد من الأمور وهدم مجموعة من الأحكام الجاهزة . اتجهت الأنظار لهذا الإقليم للنهوض بأوضاعه ، فكانت النهضة الكروية العابرة عبر أشخاص عابرين كذلك ، هي احدى قناطر المصالحة مع ريف منهك بوشم تاريخ الإقصاء والخندقة ضمن خانة المغرب غير النافع. فكان أن حظي الفريق بتكريم مفبرك في ولوج الدرجة الأولى للدوري الوطني موسم 2010، والكل يتذكر مباراة المحمدية وخنيفرة حينها، وصراع الأجنحة السياسية عبر فريقين حسيميين بالدرجة الثانية ” الرجاء والشباب”…

وعلى نهج نهضة سطات وشباب المسيرة سارت قاطرة الفريق ، أغدقت خزينة الفريق بملايين ولا أبالغ إن قلت ملايير ” ميزانية تسيير الفريق لموسم واحد فاقت المليارين ” . تهافتت الشركات لاحتضان الفريق ليس حبا فيه بل تقربا من المسؤول عنه.. وحين انهار الشخص انهار الفريق كتحصيل حاصل.. فكان الأفول على نهج سطات وماجاورها

بيد أن ثمة عوامل أخرى ساهمت في سحب البساط من فريق الريف ليتقهقر نحو الصفوف الخلفية ، ومنها :

ـ كان المبتغى من الفريق احتواء الجمهور خصوصا الشباب منه، وتفريغ مكبوتهم السلبي أيام المقابلات بملعب ميمون العرصي حيث الشعارات “شوف اسمع الريف كيخلع ” وفعلا ” كيخلع” بالمفهوم الصحيح للكلمة . تماما كما يحدث مع العمال في عيدهم الأممي ، حيث تخصيص يوم واحد في السنة للصياح والتظاهر وامتصاص الغضب وباقي الأيام تخصص للباطرونا . غير أن السحر قد ينقلب على الساحر، فبعد حراك الريف تحول الملعب إلى فضاء نقمة حيث أضحى مجالا لتداول الشعارات السياسية ، وهو ما أزعج السلطات خصوصا وأن المقابلات تبث على التلفاز مباشرة . وكذا تنظيم مسيرات بعد نهاية المقابلة خصوصا من طرف بعض جماهير الفرق الزائرة …

ـ خلال العشر سنوات التي أمضاها الفريق بالقسم الوطني الأول عجز مسؤولوه عن تكوين فريق ركائزه من شباب المنطقة ” غياب مشتل للفريق” أو مدرسة كروية منتجة ” ، فكان الاعتماد على تعاقدات استنزفت ميزانية الفريق .

ـ غياب بطولات محلية لفرق الأحياء ، وغياب مؤطرين ميدانيين متطوعين سابقين أمثال :” مانيكس / قاسم / السمينة / غافور..” للتنقيب وتأهيل الشباب المهاريين والمساهمة في تغذية الفريق بهم.

ـ غياب دعم مادي قار للفريق . رغم توفره على بقعة أرضية بالشاطئ الجميل كانت مشروعا لبناء فندق بها إلا أن هذا المشروع لم يكتب له النجاح. وبات البعض يحلم بالطريقة التي يمكن له الاستيلاء عليها…

ـ غياب جمهور فعال ومساهم ماديا . ” نموذج فريق الفقيه بنصالح ولائحة المساهمات المادية للجمهور خصوصا من طرف الجالية المقيمة بالمهجر” . نحن جمهور نتفنن في مغازلة زريعة نوار الشمس وتقديم النقد وفقط. حتى جمعية الأنصار أفل نجمها لسبب أو لآخر.

ـ الصحافة : وهنا أفتح قوسا لأوضح: الصحفي هو ذلك المهني المتخرج من المعهد العالي للصحافة ، أما غير ذلك فيعد انتحالا للصفة واعتداء على مهنة “الصحافة ” ، فليس كل من كتب جملة ونشرها بموقع إلكتروني أو صحافة ورقية سمى نفسه صحفيا !!. قد يكون متعاونا ربما . وفي فتواهم كان للرئيس السابق للفريق ” سمير بومسعود ” تعبير سماهم فيه بصحافة ” الميناء” ، وبالفعل كانت بعض المواقع الإلكترونية تميل حيث كفة الميزان التي تدفع أكثر …. وبعيدا عن هذا أقول عانينا كثيرا مع الصحافة في المقابلات المذاعة أو المنقولة على القنوات التلفزيونية ، حيث كان التحيز للفرق المنافسة ضدا على فريقنا الريفي ..

ـ المعضلة الكبرى : ندرة الفعاليات التي من شأنها تسيير الفريق . غابت المصداقية والثقة عن أغلب الذين تعاقبوا على تسييره . فالكل كان يبحث عن موطإ لسان للحس ملعقة عسل مالية الفريق . الكل كان يبحث عن تعويضات مادية ” اللعاقة” . حتى أن بعض المناصب التسييرية كانت براتب ثلاثة ملايين !!! غاب العمل التطوعي وحب الفريق ، وغاب فعل التأهيل والتكوين الرياضي الكروي لدى أغلبهم . وأصبح كل من هب ودب مسيرا للنادي الريفي … والحصيلة إغراق الفريق في الديون ، حتى يضمنوا استمرار حلبهم لما تبقى بضرع البقرة الحلوب ، حتى أن بعض المستثمرين المحبين للفريق لم يستطيعوا ضخ أموال بخزينة الفريق لغياب ضمانات على أرض الواقع ففروا بجلدهم حتى لاتلدغهم عقارب “الشلاهبية”…

ـ البدائل المقترحة :
ـ تحرير الفريق من أيدي العصابة التي تخنقه وتغرقه . وفتح تحقيق نزيه في ميزانية الفريق خلال السنوات التي خلت .
ـ التنقيب عن الموارد البشرية الكفيلة بإعادة الفريق إلى مكانته الطبيعة ” وأقصد المسيرين والأطقم التقنية واللاعبين “.
ـ البحث عن موارد مادية قارة للفريق.
ـ العمل على تخصيص ميزانية للتكوين وتأسيس مدرسة للفريق.
ـ تشجيع بطولة فرق الأحياء ، وتحرير ملاعب القرب من السماسرة الذين يكترونها بالساعات وتحويلها إلى فضاءات مجانية.
ـ إعادة الثقة للاعبين . وإعطاء الفرصة للمحليين منهم حتى يثبتوا ذواتهم في الدفاع عن القميص.
ـ الاكتفاء في المرحلة الراهنة باللعب في بطولة ” الهواة” في أفق تكوين فريق تنافسي ركائزه من الطاقات المحلية….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى