الرياضةكتاب الراى

دفاعا عن زياش: حين يصبح الكذب جزءا من خطة المدرب

ذ : محمد الشمسي

almizan.ma

شغلتني مأساة ولدنا ريان عن الخوض في تفاصيل الندوة الصحفية التي جعل منها خاليلوزتش ندمة صحفية أو قل ندبة صحفية، لم يكن فيها خاليوزيتش احترافيا ولا مسؤولا ولا موضوعيا، فقد اختار المدرب العجوز العزف على أوتار سيكولوجية الجماهير التي تعمل بوقود العاطفة، لكنه أخطأ الفهم مثلما أخطأ خطط مبارياته في الكان، ومثلما كان عندو شي زهر يهرس لحجر، لأننا تأهلنا للثمن عا بصدفة… فبدل ان يقدم المدرب ذو المليار سنتيم في العام تقريرا تقنيا وعلميا يعري عن اسباب الخيبة التي كان هو بطلها بامتياز عاد للنبش في خلافه مع زياش، ورحل بالأسماع نحو كان يا ما كان …علما ان زياش لم يحضر للاندحار الكبير في الكامرون، ثم إنه بطريقة ماكرة ارسل خطابات مبهمة ملغزة ملتبسة تقول “خليوني عا تا نأهلكم لكاس العالم وعاد بدلوني”، وهو بذلك كيجر الشحيمات للجماهير.. وكأنه يملك وعدا صريحا بالتأهل، وكأن التأهل لكأس العالم سينسينا حرقة الخروج من الكان، وكأن التأهل لكأس العالم أفضل من الفوز بكأس إفريقيا،” مطفرتيه حتا في كأس افريقيا مع 24 منتخب من نفس المدرسة والقارة، بقا عاد تطفريه في كاس العالم مع 32 منتخب من مدارس كروية مختلفة، هذا إلا تأهلتي طبعا”.
ما الذي يجعل حديث خاليلوزيتش صحيحا أو حسنا وهو يروي خلافاته المفتعلة مع زياش؟ ألم يثبت الرجل أنه معندوش شخصية وأنه يعاني من تضخم في أناه العصية العنيدة وقد أقر أنه وضع مصلحته وما يعتبره هو كرامته فوق مصلحة المنتخب المغربي، حين قال إنه لن يفعل كما فعل هيرفي رونار حين صالح زياش، بمعنى أنه نافخ الريش، وأنه مدرب مغلف بورق الهواية ينزل بخلافه مع لاعب منزلة الحرب والكرامة …
إذا كان زياش سيئا الى الحد الذي وصفه به هذا الابتلاء الذي ابتلينا به فلماذا زياش منضبط مع الاندية التي لعب ويلعب لها، ولم يسبق ان أثير خلاف بينه وبين مدرب؟ لماذا لا نمنح لزياش فرصة الدفاع عن نفسه من أكاذيب مدرب لجأ الى الكذب كبديل لتبرير الإخفاق؟ هل كان زياش مع مجموعة خليلوزيتش في الكامرون؟ فلماذا إقحام زياش في تبرير هزيمة لم يكن زياش مشاركا فيها؟…
إن هذا المدرب يدس في مفاصل المنتخب المغربي فتنة سندفع ثمنها لعقود، ان هذا الرجل يهدم وينسف أهم شرط لإنتاح منتخب متماسك، وهو تلك الثقة التي يجب ان تكون بين اللاعب والمدرب من جهة، وتلك الثقة التي تكون في قلب اللاعب حيال قميص بلده لاسيما أولئك اللاعبين ذوي الأصول المغربية المزدادين خارج المغرب من جهة أخرى، إن هذا الرجل لم يكتف ببيع الوهم للمغاربة بمليار وما يتزاد في العام بل راح يخرب المعبد والملعب واللعبة بأن يتحدث عن مسؤولية من لم يشارك في الخيبة، ويتغاضى عن مسؤولية المشاركين المساهمين فيها وهو أولهم، لماذا لم يقدم خليلوزيتش استقالته ويرحل صوب منتخب آخر مادام محترفا وكبيرا وماهرا وواعرا ؟ لأنه يدرك أن سنه وخططه ونهج سيرته لن يسعفوه في ايجاد عمل بهذا الراتب مع جامعة سحرها سحرا وهي تحتفي وتهلل معه للخروج من الكان وهو كيخوي بيها ولا يوصلها الى مرحلة النصف كما ينص على ذلك عقد الزواح بينهما عفوا عقد التدريب، بل وضع خاليوزيتش الجامعة على أعتاب المجلس الأعلى للحسابات، وعلى مشارف النيابة العامة، وهي التي صرفت على منتخب يلعب الكرة ما لم تصرفه دولة برمتها على قطاع من القطاعات الحيوية، ومن يقول بهذا القول رموه بالشعبوية كما يرمي المتطرفون غيرهم بالزندقة…
لقد كان زياش على حق حين قرر الاعتزال دوليا، فهذا هو جواب ولاد الناس للدفاع عن عرضهم وشرفهم الذي سمحت الجامعة لذلك المدرب المخرف ان يعرضهما للسوء، فالجامعة التي استقدمت منير الحدادي بحكم قضائي من محكمة الطاس طلع عليها بالشيء الفلاني ومصدقش ليها، فلاهي بلاعب ولاهي بفلوس الملف، هي نفسها أذنت لخاليلوزيتش أن ينبش وينهش في سيرة وسمعة لاعب خلوق ومهاري كزياش يلعب في أحسن وأقوى الدوريات في حين يشهد التاريخ ان وحيد او فاليد هذا لا يدرب سوى قائمة الصف الثلاثين وما خلفها من المنتخبات…
أقيلوا هذا المدرب الكارثة، فالإقصاء والهزيمة ركن من أركان كرة القدم، لكن الكذب لم يكن يوما جزءا من الرياضة ولم يبن يوما منتخبا، أقيلوا هذا المدرب قبل أن يسري سمه في بدن كرتنا فنصاحب الإخفاق …أما زياش فقد وصل الى النجومية التي يرتضيها كل لاعب في مسيرته، فلنأخذ العبرة من منتخبات قادها نجومها للنهائي مثلما ما فعل صلاح وماني، ليس لأنهما لاعبين مطواعين لكن لأن لهما مدربين محترفين غير كذابين ولا مزيفين للحقائق…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى