almizan.ma
28\5\20
لابد أنك سمعتَ.. ما يتداوله أبناء قومنا من نسبة القبح و الشين و إلى الوقت بقولهم “الوقت خايبه”،
الدلالة على أن هناك شيئا ما مرٌّ،
و أن الحال تبدَّلَ إلى الأسوأ،
فأصبح الوقت أنثى و لا يهم النوع لكون الأنثى شقيقة الذكر في الأحكام و أصبح فاعلا أو فاعلة و لا فخر!
و لربما أنه لا علاقة للوقت بالفعل
و إنما هو مخلوق كعدّاد الكهرباء و سيارات النقل العمومي التي تحتسب الطرق و الوقت….
لربما أنني شبيه بالعداد أو هو مجرد منفذ و لا يأبه لتأوُّه البشر لأنه ليس إنسانا!!
لربما….
و لربما لهذا و ذاك…!؟
إلا أن الألم في القبح ، و الألم في المرض و في الضعف و القهر و قلة الحيلة و تنكر القريب وتجهم البعيد و قصر اليد….
في كلما توجه الواحد
من الناس لقي للرد و الرفض واللاءات حتى يتمنى الموت و لا يجده….
و حتى إذا لم يبلغ القبح إلى حد أن يتمنى المرء الموت ، فقد يأتي في صورة سرقة حذائك الوحيد القريب إلى قلبك لأنك لا تملك غيره ، و الأمرّ أن تتم سرقة الحذاء الوحيد من بيت الله ، وقد حدث أن تمت سرقته من مسجد “mon frère ” و كأن هدية من محسن لمكسور ،إلى حد سألت فيه دموع العينين فاختلطت الدموع بمخاط الأنف..
و لا معيد للحذاء و لا مجيب ..!!
لربما كان على الضحية أن يأخذ بخناق الإمام لأنه هو الذي جمع المصلين و المأموم لانه شريك والمؤذن لأنه أذن في الناس بالحضور، و قد كأن من بينهم السارق الذي استغل التجمع ففعل فعلته و اختفى…!!
قد يأتي القبح في صورة سرقة دراجة الهواء من أمام الحلاق الذي لم ير و لم يسمع دبيب عجلاتها و هي تتحرك في اتجاه المجهول..
من غير أن يدري أن من مرّ أمام المسجد بُعيد صلاة المغرب، أحس بالتعب، فقرر أن يستريح فوق مقعد الدراجة و يتأهل؟؟
حتى إذا سألها صاحبُها، لم يجدها، و وجد أحدَ الناس .فدلّهُ بأصبعه و أفاد أن أحد المسلمين هو من سَرَق….!!
قد يأتي القبح في صورة سقوط كأس الشاي الساخن على خدك لأن الجالس بجانبك إرتأى أن يشرب كأسه واقفا و بقرب وجهك..!
و لربما يأتي القبح في صورة عقوبة تنزل عليك و لو لك تجترح ما يبرر السوط، أو لأنك فعلتَ ما تؤمن بأنه صحيح و من باب الإجتهاد المحمود الذي لئن لم ينفع، لم يضر ، و مع ذلك ينزل الشوط على ظهر بريء؟؟
لربما يأتي القبح من سقوط صرصور صغير في جفنة الحساء فتلعنه و هو” مسلوق ” ،
من غير أن تسأل نفسك هل ينفعك لعنه أو يضره سِبابُك ،أو يُشفي صدرَكَ..
تكسيرُُ الجفنة أو إخراج الصرصور المرحوم من الحساء خروج الميت إلى اللحد..!
قد يأتي القبح في صور و صور و ألوان و أشكال ، و منها أن يصعدَ جارُكَ من أسفل العمارة حيث الدرجة صفر على مستوى سطح البحر ، ليصل الى حدود باب غرفة نومك ، لأنه بنى الجزء الخاص بالتهوية، ثم بنى فوق سطح ما بنى سطحا، ثم صعد فوق السحاب ليرعى نبات الياسمين و الفلفل…!!
و عادٍ أمر هذا الطاغبة ، فلو لم يكن عادٍ عنده ما صنع ، لنهاهُ الحلم عن اللاحلم ، و لرقٌّ لضعف الضعيف ..
و لزجرهُ الوقت بقوله أنه براء منه و منا يقولون ، و أنه هو القبيح بن القبيح و لا علاقة للقبح بالوقت.
و لكن العادي عند من ليس عاديا كالوقت الخايبة”..!؟
المهم أن الوقت “خيابت” أو أنها كانت كذلك من ذي قبل، و لهذا قالوا عن الوقت أنها “خايبة” بصيغة الماضي ..و لا أشك أن الوقت مذكر،
و لكنه لا يهم عندي إن كان كذلك
و لا يهمني إن كان مذكرا أو مشكلا أو خنثى أو أنثى …
لأنه إذا جاء بالحر و القر و الضعف و الألم و الظلم و الإقصاء وسرقة الحذاء و دراجة الحلاق وسقوط كأس الشاي الساخن ….فهو “خايب”….
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه