الفقه والشريعةقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

الزلزال بين وهم العقاب وحقيقة التواب

الميزان/ الدار البيضاء: الدكتور حمزة النهيري

almizan.ma

الزلزال بين وهم العقاب وحقيقة التواب
الميزان/ الدار البيضاء: الدكتور حمزة النهيري
لاعلاقة للزلازل بالمعاصي والذنوب، والأدلة على ذلك من القرآن والسنة كثيرة، منها قوله تعالى”ولو يواخذ الله الناس بما كسبوا ماترك على ظهرها من دابة” فاطر..
وقوله تعالى في آية أخرى: “فإذا جاء آجلهم”، فمعناه عند المفسرين هو أجلهم بالموت وليس أجلهم بالعقاب، وعلى هذا مفسروا الأمة.
وقوله صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي ايوب الانصاري.. لولا ان تذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون فيستغفرون.
وقد اصيب مجتمع خير القرون بالطاعون والزلازل، ولم يكن ذلك عقابا، فلاسبيل لمعرفة العقاب إلا من جهة إخبار الوحي به والتنصيص عليه كما وقع الإخبار بهلاك قوم عاد وثمود.
والزلازل والبركاين ظواهر كونية، وهي خلق من مخلوقات الله تعالى وآية من آياته، جعل الله فيها المفاسد والمصالح، ومن حكم الله تعالى أنه يرسل آياته تخويفا، ودلالة على عظمته وتذكيرا للناس بقوته وتصرفه في الملك.
بل إن الله تعالى بين عن أهل الايمان أنهم لن يدخلوا الجنة حتى يلاقوا حظهم من بلايا الدنيا
“أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا..”
وقد اجتمع في الزلازل الخير والشر، ومن الخير والمصالح الأخروية أن قتلى الزلازل شهداء عند الله- ويتخذ منكم شهداء-.
وهذه المسألة بعينها يلزمها نص صحيح صريح قطعي الدلالة،
أي أن من يدعي بأن مطلق الزلازل عقاب من الله، من غير تنصيص من الوحي يلزمه دليل قطعي خاص، خصوصا أننا نشاهد أكثر الضحايا من الأطفال والرضع والشيوخ من قاطني البوادي والأرياف، وللأسف وجدنا جهلا عظيما في هذه المسألة ممن يتكلم في الشرعيات بغير علم، وقد ورد في كلام بعض شيوخ الوهابية رحمهم الله مايشير إلى كون الزلزال عقابا إلهيا على الأمم، وهو قول ضعيف لايستند على أدلة كما اسلفت.. كيف يكون عقابا وقد ادخر لموتى الهدم مرتبة الشهادة، فهذا حينئذ يكون اصطفاء وليس عقابا.
وهل يكون الزلزال عقابا في المناطق التي لاوجود للبشر فيها كالبحار والصحاري.. ديننا يمازج بين العقل والنقل، ولايوجد حديث صحيح او آية قرءانية تخالف العقل.
نسأل الله السلامة واللطف، ونعوذ بالله من جهل الجاهلين وافتراء المبطلين والقائلين على الله بغير علم.
د. حمزة النهيري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى