قضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

بين الرجاء و التمني.. مجرد فأر ..! خاطرة

الميزان/ الدار البيضاء: د.سعيد الناوي

almizan.ma

بين الرجاء و التمني…مجرد فأر ..! خاطرة
الميزان/ الدار البيضاء: د.سعيد الناوي
12 ماي 2024
تارة تارة.. يٌغيظني صاحبي فتنفلت عرى لساني فأمسخه، و لكنه منتش و لو أني أمسخه، مزهو و هو يرى فلتة لساني، و كأنه يسعى ليسمع مني ما لا أسعى لقوله.. و أنا لا أخفيه فطنته في أنه يخرج الموت من الحياة بطريقته، و من الموت أن أقول له”مسخك الله؟!”.. فيرضى و يتبسم!
المهم أنني مسخته في خمس أو ست مناسبات ،
و في مرة سألني “و ماذا لو تم مسخي.. ففي أي صورة تتمناني أن أكون؟؟”:؛ فقلت له “قردا مثلا” ،
– “و لماذا القرد؟”
– “لأنك ذو لسان، و لا أحتاج إلى أن أصف لك معجزة القرد ذي اللسان، و ليس هناك قرد يتكلم، و لهذا، فسأجني من خلالك ثروة عظيمة، لأن الفرجة بالمال، و كم سيتجمع عليك من السائلين و المتعجبين، و الغير مصدقين، المبهورين بمعجزة القرد في زمن اللامعجزات، فيؤدون مقابل الفرجة، و ليس هناك أكبر منها معجزة أن القرد يتكلم كما يتكلم الناس…”،
و الأهم من القرد و الكلام، أن صاحبني سألني البارحة، بعد أن مسخته مرة أخرى “و ماذا تراني بعد أٌمسخ؟”
– -قلت له” كما تريد”
– فرأى أنه يناسبه أن يكون قطا ، قطا اعجميا من قطط “الخارج”! ، حيث جواز السفر الخاص ،
و الدفتر الصحي، و المأكل الطيب، و المشرب السلسبيل، و العطف السائل و الود المتراخي و الرحمة الذلول .. و كل ما يتمناه الإنسان.. عفوا “القطط”… فضلا عن أنه لن يٌسأل و لن يٌهان، و لن يْضرب، و لن يكلف بأداء تذكرة الحافلة أو بنزين السيارة أو دريهمات ركنها، و لا هو ملزم بأداء نفقة أحد، و لا أتعاب جهة. و لا أجرة وسيلة، و لا مصاريف قضية و لا يهمه أن يكون النهار نهارا، و لا الليل ليلا.. و لا هو ملزم بعقيقة مولود، و لا نحر كبش العيد و لا و لا و لا…و لا.. و كم هي جميلة هذه اللاء التي تعفيك من كل إكراهات المعيش،و لم يبق منه إلا ما نكره، وقد ضاق و اتسعت رقعة الإكراه، و مع ذلك سألت لصاحبي أن يكون قطا، لكنني أكره له أن يكون قطا من قططنا. و بين يدي “عبد الرحيم ” و “ولد ريمي” و ” السَّمّن” ، أو أولائك الذين كانوا يعذبون القطط الشاردة، فيخيطون أفواهها و يعقلون أقدامها، و لا أريد أن أخدش فيكم نبل العاطفة لديكم، و لكم أن تتخيلوا بشاعة ما كان الصعاليك يصنعون بالقطط… فالأهم الأهم أن صاحبي قط في جنة دنيا الخارج… و ياليته قط أعجمي.. حتى إذا صح التمني، انتقلنا إلى الرجاء.. فمن يدري.. لعل صاحبي ينقلب قطا و قبل أن يصبح .. أن ينقلب قردا يتكلم.. فكلنا تعبنا… و ما صار لنا إلا الأمل و الرجاء
– سعيد الناوي، غفر الله له و تجاوز عنه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى