منوعات

حوارنا مع أبنائنا / لقاء تواصلي

ذ. محمد ازوين

almizan.ma

الأكاديمية الدولية للتدريب والاستشارات في ضيافة ثانوية شاعر الحمراء الإعدادية بابن امسيك..

في اطار تنزيل التدابير الاحترازية الصادرة عن السلطات المختصة بغرض مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19) 19-COVID (في المدارس العمومية، وحماية صحة التلاميذ واولياء الامور وضمان استمرارية النمط الحضوري للمتعلمات و المتعلمين والحفاظ على السير العادي للدراسة..

احتضنت ثانوية شاعر الحمراء الإعدادية لقاء توصليا مع أمهات وآباء وأولياء أمور التلاميذ في احترام تام للتدابير الاحترازية من تباعد وتعقيم القاعات واجبارية وضع الكمامة.. لقاء من تنظيم جمعية أمهات وآباء وأولياء الأمور ثانوية شاعر الحمراء الإعدادية برعاية الأكاديمية الدولية للتدريب والاستشارات تحت عنوان: “حوارنا مع أبناءنا” من تأطير الكوتش خالد الأزهري / كوتش تربوي و أسري. وفي هذا اللقاء تطرق السيد المحاضر بالشرح والتحليل بأن هناك خلافات حادة ومشاهد كثيرة ومختلفة تعصف بالكثير من الأسر اليوم في ظل سوء الفهم وندرة الحوار والنقاش الذي يشوب في أحيان عديدة العلاقة بين الآباء والأبناء، وهو ما يجعل العلاقة بين الطرفين أشبه بالمعركة الحربية التي يسعى فيها كل طرف للانتصار على الآخر، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى فقدان الكثير من الأساسيات التي يحتاجها الأبناء لنتشئتهم التنشئة الصحيحة. ولهذا لابد من ادراك أهمية الحوار واتباعه كأسلوب تربوي يؤدي إلى نتائج تربوية سلمية، فالحوار الأسري المتسم بالعنف والتصادم يجعل الأبناء يتخوفون من التصريح بآرائهم، وفرض الآراء نقيض للحوار البناء وهو يعني عدم تقدير الطرف الآخر، بل يجب على الآباء استقطاب أبنائهم للتحاور معهم من خلال بث المحبة وغرسها في نفوسهم، كما يجب على الآباء النزول عند رغبة أبنائهم وتعزيزها خاصة إذا كانت محمودة. ويشير إلى أهمية حوار الآباء مع الأبناء لما له من أهمية قصوى في تعليم الإبن فن التعامل مع الآخرين خارج نطاق المنزل، كما أن ممارسة الآباء للحوار مع أبنائهم تجعلهم يتعرفون على نقاط القوة ونقاط الضعف عند الإبن، وبإمكانهم التعرف عن قرب على المشكلات التي يعاني منها الأبناء وبالتالي بإمكانهم إيجاد الحلول من خلال حديث إيجابي يديره الأب والأم مع أبنائهم. ويلفت إلى أن أهمية الحوار تكمن في وصول الآباء إلى معرفة مستوى تفكير أبنائهم، وبالتالي يمكن من خلالها وقايتهم من الوقوع في المشكلات التي قد تواجههم وتلقينهم الأسس السليمة التي تحميهم من أي أخطار اجتماعية أو سلوكية، معتقدا أن على الآباء اتخاذ أسلوب الحوار في تعاملهم مع أبنائهم ووعيهم لأهميته في خلق المحبة والقرب بينهما، كما أن الحوار بإمكانه اكتشاف بعض المهارات المكبوته لدى أبنائهم ومن ثم صقلها وتنميتها لديهم..

ويبين الكوتش أن هناك من يتعامل مع أبنائه بطريقة همجية ومليئة بالصراخ واتخاذ العقاب مباشرة قبل التفكير مسبقا في محاورته ومعرفة الأسباب التي أدت إلى ارتكابه لأي خطأ، فلابد من معرفة الأسباب التي أدت إلى ارتكاب الأخطاء لإمكانية تصحيحها وتفاديها فيما بعد، مشددا على ضرورة الإبتعاد عن العقاب الجسدي الذي سيؤدي إلى نتائج عكسية، فاحتواء الطفل والأخذ والعطاء معه سيمنحه الأمان دون اللجوء للأصدقاء فيقول أن هناك آباء لا يحاولون مسايرة أبنائهم ومعرفة ما يدور حولهم ويقتصر دورهم فقط على إعطاء المصروف، وما إن يحدث خطأ من الأبناء يكون الضرب هو الحل الأنسب بنظرهم ولا يحاولون معرفة سبب هذا الخطأ وإصلاح الخلل فيه فيضطر الأبناء للجوء إلى من يستمع إليهم، مؤكدا على أن هناك بعض الأبناء الذي لا يمكنهم أن يجدوا أي فرصة ليتحاوروا مع والدهم في أي موضوع مهما كانت أهميته لكونه عصبياً جداً والتفاهم معه صعب للغاية، إضافة إلى ذلك فإن عمله المستمر خارج البيت يشعرهم بعدم وجوده أصلاً. أهميته في إحساس الطفل بالأمان وفيما تذكر أحد المتدخلين أهمية حوار الآباء مع الأبناء لكونه يمنح الطفل الثقة بالنفس ويشعره بالأمان ويوطد العلاقة بين الأب وابنه، كما تكمن أهميته في تعبير الأبناء عن مشاعرهم في حال تعرضوا لأي عقبة اجتماعية، فما أن يعتاد الطفل على محادثة أمه واعتياده على التحاور معها سيلجأ إليها من غير خوف وسيكون سبيلا لخروجه من أي مأزق قد يواجهه الإبن، وبالتالي سيتم توجيهه الوجهة الصحيحة وسيجتاز المشكلة بدلا من تفاقمها. ويرى ان ثقافة الحوار مفقودة في معظم الاسر، واغلب الاباء يجهلون اهميته، فهناك من يرى ان الابن ليس من حقه ان يرفع عينه في عين ابيه وليس من حقه ان ينطق اي كلمة مع وجود ابيه، فهناك الذي يرسم صورة سلبية لأحقية تحاور الاب مع ابنه ويصورها على انها قلة حياء وتطاول على الاب خصوصا، فبدلا من ان يعطي الاب جزءاً من وقته لتبادل الكلام والحديث مع ابنائه، يطلب منهم عدم اصدار اي حركة او اي صوت. ويتابع «فمع انشغال الاب بأمور كثيرة، قد يجهل اهمية الاخذ والعطاء مع الابناء، وهذا الامر يجعله يجهل الكثير من الامور المتعلقة بابنائه، وقد ينزلقون في مشاكل دون ان يلقوا من يوجههم او يرشدهم لعدم وجود من يحاورهم». أهميته في زرع الثقة بالنفس ويلفت احد الاباءالتلاميذ الى ان النظرة الاجتماعية التي تربى عليها بعض الاولاد والتي لا يسمح لهم بممارسة الحوار وابداء الرأي داخل الاسر لكونهم يعتبرونه تدخلا في شؤون الكبار سيؤدي الى نتائج سلبية تنعكس على الابناء ومن اهمها فقد الثقة بالنفس وعدم القدرة عن التعبير عن المشاعر، بينما بعض الأسر لديها وعي كامل وادراك لأهمية الحوار وتلقينه لأبنائهم منذ الصغر، فلكي يمنحونه الثقة بالنفس واحساسه باهميته وأهمية رأيه الشخصي يمنحونه فرصة في اختيار ما يخصه وأخذ رأيه في اختيار لون غرفته مثلا، وتعويده على ابداء رأيه في بعض الأمور التي تتناسب مع سنه. ويؤكد على أن لغة الحوار مفقودة بشكل كبير في معظم الأسر، وخصوصا في فترة المراهقة وما يشكله من وجهات نظر مخالفة بين الأبناء والآباء، وبالتالي تكبر الهوة بينهم، غير أن الحوار بإمكانه أن يقرب وجهة النظر خصوصا عندما يدرك الأب أهميته ويخصص على الأقل جلسة واحدة كل أسبوع ويتعنى في الذهاب لغرفة الولد، مشيرا إلى أن الحوار مع الأبناء لا يقام مع وجود مشكلة فقط، وإنما اتخاذه سبيلا لمصاحبة الولد، كما أن الحوار هو الوسيلة المثلى للإقلاع عن المشكلة قبل اتخاذ أي خطوة للعقاب، ولابد من معرفة أهمية الحوار المتزن الذي يبدأ في طريقة الجلسة والنزول إلى مستوى الولد والنظر إلى عينيه واحتوائه احتواءً كاملاً. وقد حضر اللقاء السيد عبدالحق البوكاري رئيس فدرالية أمهات وآباء وأولياء الأمور بالمديرية الإقليمية بابن امسيك وقد عرف تجاوبا كبيرا بين الحاضرين..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى