المستشفى العسكري في غزة..انخراط فعلي للمغرب دعما للعمل التضامني مع الشعب الفلسطيني
تحرص المملكة المغربية، من خلال إقامة مستشفى ميداني في قطاع غزة، على إعلاء قيم التضامن ومؤازرة الشعب الفلسطيني في محنه ومعاناته مع ظروف الاحتلال والحصار الاسرائيلي.
ويشكل هذا المستشفى الطبي والجراحي التابع للقوات المسلحة الملكية والذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعليماته السامية بإقامته في غزة بالأراضي الفلسطينية، مبادرة تضامنية تعكس الالتزام الراسخ للمملكة لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
كما تؤكد هذه العملية الانسانية، الدعم الفعلي واللامشروط الذي ما فتئ المغاربة يقدمونه لأشقائهم الفلسطينيين في معاناتهم اليومية مع الاحتلال الاسرائيلي.
وتأتي هذه الالتفاتة التضامنية لتنضاف إلى سجل العمل الانساني المغربي، عقب سلسلة من المبادرات المماثلة التي أقامتها المملكة بتعليمات ملكية سامية، في عدد من الدول الشقيقة والصديقة، وهو ما جعل المغرب يحظى بإشادة كبيرة من قبل الساكنة المستفيدة وقادة تلك الدول..
فالأمر يتعلق هنا بالتزام مغربي رصين، للحضور الفعلي في الميدان، حتى في مواقع ساخنة إن اقتضت الضرورة ذلك، عماد المملكة في ذلك وهدفها الأسمى إسعاف المرضى وإنقاذ أرواح بريئة في حاجة إلى دعم استعجالي..
ويتجسد حرص المغرب على إذكاء حس التضامن الفعلي والقويم، مع الشعوب التي تعاني ظروفا صعبة، في كد ومثابرة أبنائه من أفراد القوات المسلحة الملكية، الذين يتم نشرهم في مستشفيات ميدانية عدة، والذين لا يتوانون في تنفيذ مهامهم الإنسانية الدؤوبة على أكمل وجه من أجل نقل صورة مشرفة عن بلدهم وإبراز ريادته في العمل الانساني والتضامني على الصعيد الدولي..
وفي هذا الصدد، يؤكد العقيد أحمد بونعيم، الطبيب الرئيسي للمستشفى الميداني العسكري المغربي بغزة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قبيل الشروع في تقديم الخدمات الطبية لأهالي القطاع، أن “التفاني في العمل ونكران الذات، وتقديم أجود الخدمات الطبية لفائدة المرضى مهما كانت أعراقهم وجنسياتهم ومعتقداتهم، عامل أساسي نوليه عناية بالغة ونضعه في الاعتبار”، مضيفا أن “جودة الخدمات الطبية التي نقدمها، وكفاءة الفرق الطبية والجراحية التابعة للبعثات الميدانية تلقى دائما ترحيبا كبيرا من طرف الساكنة المستهدفة”.
وأشار العقيد بونعيم الذي خبر تجربة العمل الانساني في عدة مستشفيات عسكرية ميدانية مغربية في دول عربية وافريقية وأوروبية، إلى أن الفرق الطبية بالوحدات الاستشفائية الميدانية المغربية “تولي ايضا عناية خاصة للجانب النفسي للمرضى بغض النظر عن أوضاعهم الصعبة التي يمرون منها، وتحرص على تقديم صورة طيبة عن بلدها الأم المغرب، سواء تعلق الأمر بظروف الاستقبال، أو الرعاية الطبية، أو ارتبط بالعمليات الجراحية المركزة ودعم المؤسسات الطبية المحلية بالأدوية والخبرة اللازمة”.
ومهما يكن من أمر فإن المملكة المغربية، التي تحرص على مؤازرة الشعوب التي تعاني من ويلات الحروب والمحن والظروف الصعبة، ما فتئت تعبر عن التزامها الثابت من أجل دعم العمل الانساني والتضامني، رصيدها في ذلك صيتها وخبرتها التي راكمتها في ما يخص تدبير والإشراف على المستشفيات الميدانية بالمناطق المتضررة من النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية..
فخلال السنين الأخيرة، أبان المغرب، عن تجاوبه مع الاحتياجات الانسانية المستعجلة، في بعض مناطق التوتر بأوروبا وإفريقيا والعالم العربي، وعن يقظته واستعداده للتدخل في مواقع شتى لإسعاف وإنقاذ العديد من المواطنين من ضحايا الحالات القصوى..
وما التجارب العديدة التي راكمتها المملكة المغربية، بمنطقة البلقان بأوروبا وبرازافيل وكازامانس وباماكو وجوبا بإفريقيا، والزعتري بالأردن وقطاع غزة، والحدود التونسية الليبية، إلا دليل على حضورها النوعي في دعم العمل الانساني ومؤازرة الشعوب المضطهدة ومدها بالاحتياجات الضرورية من أدوية وعلاجات طبية، وأغطية ومواد غذائية..
ويمثل هذا الانخراط الواعي التزاما شخصيا راسخا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إزاء القضايا الانسانية وحرصه الدائم على إعلاء قيم التضامن على مستويات عدة.
كما تندرج هذه المبادرات الإنسانية في إطار النهج الذي تتبعه المملكة في سياستها الخارجية، والمتمثل في دعم الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي، بإشراف من الأمم المتحدة من أجل تعزيز قيم السلام والتضامن بين شعوب العالم..
و م ع