عودة العلاقات بين المغرب وإسبانيا أية آفاق ( ندوة)
الميزان / الدار البيضاء: المصطفى بلقطيبية
almizan.ma
تماشيا و الرؤية الحكيمة و الخطى السديدة لعاهل المملكة المغربية أمير المؤمنين نصره الله. وفق سياسة ترمي الى ترسيخ قيم التسامح و فضيلة التعايش…هذه الرؤية الاستراتيجية التي توجت مؤخرا بالزيارة التاريخية لرئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز للمملكة المغربية.في شهر الغفران والتسامح.. الزيارة التي زكت شعار وحدة الانسانية و عبرت عن آملها في تحقيق عالم يسوده الأمن و ينعم بالسلم.
حيث أن الدرس الدبلوماسي والأخلاقي نجده متجسدا في وعي إسبانيا والمغرب بحجم وأهمية الروابط الاستراتيجية التي تجمعهما، والتطلعات المشروعة لشعبيهما للسلام والأمن والرخاء، فإنهما يدشنان اليوم بناء مرحلة جديدة في علاقاتهما الثنائية.
مرحلة تجسد بحق في المملكة المغربية الشريفة كنموذج حي للسلم و السلام في كنف أمير المؤمنين مولانا محمد السادس نصره الله و أيده.
وفي هذا الإطار نظمت المنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية والإعلام والتسامح ندوة تحت عنوان ::
دينامية جديدة بين المملكتين المغربية والإسبانية نحو المستقبل
وذلك يوم 14، ماي 2022 بالمركز الثقافي عبد الله كنون بعين الشق .
وشارك في هذا اللقاء كل من الخبير في الإقتصاد السياسي الأستاذ ادريس العاشري الكاتب العام بالمنظمة.
و الأستاذ سعيد لكراين باحث في السياسة الشرعية وإمارة المؤمنين ورئيس لجنة العلاقات العربية بالمنظمة
والدكتور عبد الجليل جودات استاذ متخصص في العلوم الشرعية والقانونية ورئيس لجنة الشؤون الإسلامية بالمنظمة
والإعلامي مؤسس المنظمة السيد المصطفى بلقطيبية.
كما حضر اللقاء ثلة من الشخصيات السياسية بتراب مقاطعة عين الشق ورؤساء جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة.
وبعد الاستماع إلى آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الدكتور عبد الجليل جودات، وقف الحضور لتحية العلم المغربي، وبعدها قدم الأستاذ سعيد لكرين كلمة حول الهدف من تنظيم هذه الندوة الدبلوماسية تم استمع الحضور إلى كلمة السيد المصطفى بلقطيبية رئيس المنظمة التي جاءت كالتالي:
حضرات السيدات والسادة..
أود في البداية، أن أتقدم بخالص الشكر إلى جميع الحاضرين، على استجابتهم لدعوة المنظمة، بمشاركتهم في هذا اللقاء،.
الشكر موصول كذلك لأعضاء اللجنة التنظيمية لهذه الندوة. كما أخص بالشكر مقاطعة عين الشق وإدارة المركز الثقافي عبد الله كنون على اهتمامهما ودعمهما لإنجاح هذه الندوة.
اليوم هو يوم مميز بحضور هذا الحشد العظيم.. فأهلًا بكل فرد متواجد في هاته القاعة المميزة ، مرحبًا بكم جميعًا، نتمنى لكم الاستمتاع بهذا الوقت والحصول على الفائدة المرجوة من خلال طرح تلك المعلومات التي سنشاركها معكم جميعًا.
أشكر لكم تفضلكم بالمشاركة معنا اليوم وأؤكد أن اليوم هو البداية وأن لقاءات وأعمال كثيرة ستجمعنا في الأيام القادمة نعيد فيها رسم مستقبل بلادنا وأمتنا .
أشكر زملائي من المؤسسين و الأعضاء الجدد الكرام الذين لم يبخلوا بجهد ولا وقت ولا مشورة لكي يتحقق هذا المبتغى .
حضرات السيدات والسادة،
قبل ان أترك الكلمة لأول متدخل لابد أن أعرفكم بأهداف المنظمة بإختصار شديد..
المنظمة الدولية للدبلوماسية الموازية والإعلام والتسامح هي تجمع للإعلاميين المغاربة داخل وخارج أرض الوطن وكذا إعلاميين عرب وأجانب يؤمنون بقضيتنا الوطنية العادلة ويساهمون في الدفاع عن وحدتنا الترابية وعن كل القضايا الإنسانية العادلة في شتى الدول الشقيقة والصديقة .
و نسعى بذلك إلى ترسيخ مكانة المغرب الإشعاعية على المستوى الدولي وتكريس انتمائه الحضاري الإفريقي العربي والإسلامي… وتعزيز مكانته بين الدول الصاعدة والتي تتوفر على مؤهلات طبيعية وإمكانيات بشرية تؤهلها لتكون قطبا استثماريا وسياسيا مهما في العالم.
نود من خلال المنظمة أيضا أن نرسخ روح التسامح والتعايش بين الحضارات والديانات وترسيخ الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على الآخر كما سعى لذلك جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده من خلال جولاته الإفريقية الأخيرة.
ولذلك فنحن سنعمل في الحقل الإعلامي والعمل الدبلوماسي الموازي وكذا الثقافي من إذاعة وتلفزيون وسينما على حماية مغربنا بكل ما أوتينا من قوة من خلال المساهمة في إنتاج أشرطة وثائقية عن الثقافة المغربية والسياحة وعلاقات المغرب الخارجية وكذا حضارته ورسالته للعالم.
وبما أن الإعلام الرقمي والإعلام الاجتماعي يشكلان ركيزتان فإننا سنعتمد عليهما أيضا في إيصال أفكارنا للآخر والاستفادة منه.
الإعلاميون المغاربة بالخارج هم جزء لا يتجزأ منا وعليه فإننا نجعل من الدفاع عن حقوقهم أيضا واجب من واجباتنا ليتمكنوا من تمثيل بلدهم أحسن تمثيل والحديث عن قضايانا دون أن يتعرضوا للأذى او للاضطهاد من قبل جهات معادية.
العمل الدبلوماسي غايتنا، ولذلك سنسعى لخلق شراكات مع جمعيات ومنظمات تحمل نفس الغايات وسنسعى للنهوض بوضعية الفئات المهمشة والمعوزة، فلا يمكن أن نطلب من المواطن أن يدافع عن أرضه ووطنه قبل أن نشعره أنه مواطن على أرضه وبين ناسه…
هذه فقط بعض من الأهداف التي تأسست من أجلها هذه المنظمة وللمزيد من التوضيحات نرجوكم ان تزوروا موقعنا الإلكتروني
www.organisation212.info
ختاما، وقبل أن أنقل الكلمة للأساتذة المحاضرين المحترمين ، أود باسم المنظمة وباسمكم جميعا أن أتوجه إليهم بعميق الامتنان والإحترام والتقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله تعلى وبركاته.
بعد هذه الكلمة جاء دور الخبير الإقتصادي ادريس العاشري بمداخلته تحت :افاق العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا .بعد الانفراج الدبلوماسي
حيث قال : إذا كانت الزيارة المشؤومة للزعيم المفبرك للجمهورية الوهمية والمرتزقة لإسبانيا تسببت في خلق أزمة دبلوماسية بين المغرب وإسبانيا حيث تبين بشكل واضح تورط الجزائر كطرف رئيسي.فان رسالة رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله جاءت كعربون صداقة، وبناء علاقة جديدة تقوم على الشفافية والتواصل الدائم والإحترام المتبادل والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب.
في الجانب الاقتصادي صرح السيد رئيس الحكومة الإسبانية على أن ازدهار الشعبين يجمعهما نفس المصير لأن ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح.
في هذا الإطار لا بأس أن نعطي بعض الأرقام التي تجسد هذا التصريح الذي أربك و أزعج حكام الجزائر..
أرقام لها دلالتها رغم أزمة كوفيد 19 ومناورة اعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية في خلق أزمة دبلوماسية واقتصادية بين المغرب وإسبانيا.
أرقام حسب المكتب الاقتصادي والتجاري بسفارة إسبانيا في الرباط تبين انتعاش العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا وذلك بعدما بلغت حوالي 16,8 مليارات أورو خلال سنة 2021 اي ما يعادل 180 مليار درهم.مقابل ماقيمته 144 مليار درهم سنة 2020.
مع التذكير أن العجز التجاري للمغرب في إطار العلاقات الإقتصادية بين البلدين سجل ماقيمته 2,2 مليار أورو، أي ما يعادل 23 مليار درهم، في نهاية سنة 2021.
سجلت واردات المغرب من إسبانيا خلال السنة الماضية، ارتفاعا بنسبة 29,2 في المائة، بعدما انتقلت من 7,3 مليارات أورو سنة 2020 إلى 9,5 مليارات أورو سنة 2021.
واردات تتكون من:
الوقود والزيوت والآلات والأجهزة الميكانيكية، السيارات والجرارات والمواد الكهربائية.
أما صادرات المغرب إلى إسبانيا قد سجلت خلال سنة 2020 ما قيمته 6,3 مليارات أورو مقابل 7,3 مليارات أورو سنة 2021 وذلك بزيادة نسبة 14.6%.تتكون من:
الأجهزة والمعدات الكهربائية والملابس والأسماك والسيارات والفواكه، إضافة إلى المصبرات.
مما يؤكد أن ازدهار الشعبين يجمعهما نفس المصير لأن ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح نجده يتجسد في تصريح المكتب الاقتصادي والتجاري بسفارة إسبانيا بالرباط لأن صادرات إسبانيا إلى المغرب خلال سنة 2021 تمثل نسبة 3% من مجموع صادراتها إلى دول العالم، و نصف صادراتها نحو القارة الافريقية . مما يجعل من المغرب الشريك التجاري الأول لاسبانيا في القارة الأفريقية رغم الخلافات السياسية والدبلوماسية التي يتعمد اعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية خلقها.
تم جاء دور الأستاذ سعيد لكراين باحث في السياسة الشرعية وإمارة المؤمنين بمداخلة تحت عنوان
((البعد الاستراتيجي للعلاقات الثنائية بين المملكتين المغربية والاسبانية))
جاء فيها : تعتمد السلطات الإسبانية منذ زمن موقف الحياد من قضية الصحراء المغربية، وعدلت عنها مؤخرا إلى اعتماد توجه جديد في علاقاتها الثنائية المغربية الإسبانية، بدعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي الذي قدمته المملكة المغربية كحل واقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
هذا وتعد الزيارة التاريخية لرئيس الوزراء الاسباني للمغرب، وما حضي به من استقبال من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس نصره الله، وهي بذلك تعكس توجها جديدا من طرف الرباط ومدريد نحو مستقبل من العلاقات استراتيجية مبني على التعاون المشترك وهو ما تؤكده كل المؤشرات والتصريحات الرسمية من الطرفين ، وأكد البلدان أنه وعياً منهما “بحجم وأهمية الروابط الاستراتيجية التي تجمعهما، والتطلعات المشروعة لشعبيهما للسلام والأمن والرخاء، فإنهما يدشنان اليوم بناء مرحلة جديدة في علاقاتهما الثنائية”، مضيفاً أن زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب تشكل لحظة مهمة لتعزيز خريطة الطريق، وتحديد الأولويات للاجتماع المقبل، الرفيع المستوى، المقرر عقده قبل نهاية السنة الجارية.
تم جاء دور الدكتور جودات ليسافر بنا إلى تاريخ المغرب الأصيل انطلاقا من الأندلس وكانت مداخلته تحت عنوان العلاقة العلمية التاريخية بين المغرب و إسبانيا .. المدرسة الأندلسية ابن حبيب نموذجا ومما جاء فيها:
” ظهرت بوادر تأسيس المدرسة المالكية بالأندلس بداية دخول المذهب المالكي إلى هذه البقاع، فقد مرّ انتشار المذهب المالكي بالأندلس خلال فترة عصر الولاة (95-138هـ) في وقت كان لمذهب عبد الرحمن الأوزاعي (تـ157هـ) صولة وجولة على يد معصمة بن سلام الدمشقي الشامي (تـ180هـ).
حيث رحل طلبة الأندلس إلى الحجاز قاصدين الحج، فالتقوا بإمام المذهب وتتلمذوا عليه وأخذوا عنه مباشرة، وعادوا إلى بلادهم ينشرون علمه وفقهه ويتحدثون عن ورعه وتقواه، منهم زياد بن عبدالرحمن الملقب بشبطون(ت204هـ)، فقد ذكر القاضي عياض(ت544هـ) أن “ثمانية عشر طالبا أندلسيا تتلمذوا على الإمام وعاصروه، وجاء في نفح الطيب أن “ هؤلاء لما رجعوا، وصفوا من فضل مالك وسعة علم وجلالة قدره ما عظم به صيته في الأندلس، فانتشر رأيه بها”.
وبذلك دخول موطأ الإمام مالك إلى الأندلس أيام عبد الرحمن بن معاوية (138-172هـ) على يد الغازي بن قيس (تـ199هـ) الذي لقي مالكا وأخذ عنه الموطأ في صورته الأولى وعاد به إلى الأندلس، ثم على يد زياد بن عبد الرحمن المعروف بشبطون (تـ204هـ) الذي لقي مالكا وأخذ عنه الموطأ على صورته المنقحة، ورجع به إلى الأندلس أيام هشام بن عبد الرحمن بن معاوية (172-180هـ).
بدأ المذهب المالكي يأخذ طريقه إلى الحياة التشريعية أيام هشام بن عبد الرحمن (172-180هـ) وابنه الحكم بن هشام (180-206هـ) “الذي ألزم الناس جميعا بمذهب مالك وصيّر القضاء والفتياعليه”.
و بدأت المدرسة الأوزاعية في هذا الظرف بالذات تتخلى عن مواقعها، فاسحة المجال للمدرسة المالكية، إذ لم يبق لمذهب الأوزاعي من يناصره أو ينافح عنه، إلا أفراد قليلون، منهم صعصعة بن سلام الدمشقي الأندلسي: رائد المدرسة الحديثية وشيخ المفتين بقرطبة، ويؤكد القاضي عياض السبتي (ت544هـ) الأمر بقوله:”وأما أهل الأندلس فكان رأيهم منذ فتحت على رأي الأوزاعي إلى أن رحل إلى مالك زياد بن عبد الرحمن وقرعوس بن العباس، والغازي بن قيس، ومن بعدهم فجاؤوا بعلمه، وأبانوا للناس فضله واقتداء الأمة به، فعرف حقه، ودرس مذهبه، إلى أن أخذ أمير الأندلس إذ ذاك هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الناس جميعا بالتزام مذهب مالك، وصير القضاء عليه”.
فتكونت بذلك ما أصبح يعرف بالمدرسة المالكية الأندلسية، هذه المدرسة التي لا يمكن الحديث عنها بمعزل عن المدرسة المغربية، لأن علماء الأندلس “مغاربة” نظرا إلى قوة الاتصال العلمي بين هذين القطرين، وهذا الاتصال يكاد يدون “امتزاجا” خاصة بعد هجرة كبار علماء الأندلس إلى المغرب”، لذلك لا نجد عند المتأخرين فصلا بين المدرستين، بل يعدّون علماء المدرسة الأندلسية من المدرسة المغربية.
وفي ختام هذا اللقاء الدبلوماسي تم بالمناسبة تسليم درع المواطنة الذي تمنحه المنظمة لكل الشخصيات و الفعاليات التي تساهم في خدمة هذا الوطن و خدمة الانسانية جمعاء عبر العالم.
وقبل سدل الستار على هذا اللقاء تقدم السيد بلقطيبية رئيس المنظمة لقراءة برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله جلالة الملك نصره الله وأيده