الشاف بايتاس للمغاربة: بقات ليكم 120 يوم على المجاعة
الميزان / الدارالبيضاء : ذ. محمد الشمسي
almizan.ma
لماذا صرح الناطق باسم الحكومة أن مخزون المغرب من القمح يكفيه فقط لأربعة أشهر؟ ماذا يتوقع سي مصطفى بايتاس من وراء قوله هذا؟ هل يعتقد أن مدة أربعة اشهر مدة طويلة ومطمئنة؟ ثم هل يمكن للسياسي المسؤول أن يشيع أرقاما مخيفة بهكذا سهولة بين الشعب الذي ليس على درجة واحدة من الوعي والحكمة والتبصر والوطنية؟ ألن يفتح كلام بايتاس شهية المضاربين والمحتكرين بما يرفع الأسعار و يعجل بنفاد المخزون قبل أجله ؟ ألن يفهم بعض الناس أن بايتاس صاح في المغاربة على لغة “الشاف موحا في ماستر شاف” باقا ليكم 120 يوم على المجاعة؟
في أحيان كثيرة يحتاج السياسي لكثير من التروي للبوح بالأرقام أو ببعض الحقائق، خاصة إذا كانت أرقاما أو أخبارا لا تبشر بالخير، فليس كل ما يعرفه السياسي يقوله، فهو شأنه شأن ربان سفينة تراءت له عاصفة في عمق المحيط، فهل يهبط مسرعا نحو الركاب ويفزعهم بخبرها؟ وكذلك شأن قائد في معركة تبين له أنه خسر ميمنة الجيش أو ميسرته، فهل يصيح بها بين جنوده وهم يقاتلون؟ ليس كل شيء يقال يا بايتاس، لاسيما إذا كانت أرقاما مخجلة ومخيفة تساءل حكومتك التي تنطق باسمها، أين كانت حتى تركت المخزون من القمح لا يكفي إلا 120 يوما؟ أليس هناك أسواق القمح العالمية غير أوكرانيا وروسيا؟ كان عليك أن تقول للمغاربة أنه باقي 120 يوما فقط في عمر الحكومة، لأنه إذا نفد مخزون القمح فهذا يعني دنو شبح المجاعة، وإذا حلت المجاعة حلت معها الفوضى، وإذا حلت الفوضى ف”الكمالا من عندك آسي بايتاس”…
مثل هذه التصريحات النزقة والطائشة لا تزرع ثقة ولا تجلب سكينة ولا أمنا، مثل هذه التصريحات تبذر بذور الشك والريبة في عمل الحكومة وقدرة الدولة بجلال قدرها، مثل هذه التصريحات “كان قاهرنا بيها العثماني” وهو يتحدث عن عدد الأسرة في المستشفيات وعن مخزون الوطن من بعض المواد الحيوية، وعن …وعن… وها أنت تغني ذات الأغنية يا بايتاس وتنعي للمغاربة مصيبة وطامة وتقولها بالفم المليان، وكأنها فتح مبين، إنه القمح يا بايتاس، هذا ليس كازوال ولا بنزين يمكن للحياة أن تستمر بدونهما، وهذا ليس قارورة الغاز ولا لقاحات تسير الحياة بفقدانهما، إنه القمح يا بايتاس، القمح الذي ينتج الدقيق والدقيق ينتج الخبز، “والخبز هو اللي عليه نايضة هاد المعماعا كاملة”…
راجع دروسك يا سي مصطفى، ولا تكن “هويعة” اللي تسمعها تقولها، فاللسان لسانك، والقول قولك، ومحسوب عليك، فعند كل حصلة سيمسحونها فيك ويقولون عنك أنه خانك لسانك، رد بالك و زيِّر معانا… اللسان ما فيه عظم…