كتاب الراىمنوعات

قراءة فلكية لأحدث صورة كونية

الميزان / الدارالبيضاء: بقلم الدكتور صلاح الدين خلوقي

almizan.ma

هذه الصورة التي ترونها للكون و التي التقطها أحدث تلسكوب في العالم عرفته البشرية لحد الآن ،  هي مجرد لمحة من الكون العظيم فقط ، بمقدار حبة رمل من الكون، وهي  لسديم  يسمى سديم كارينا، والذي يبعد عنا بمسافة 7600 سنة ضوئية، كما تظهر صورة أخرى تجمع مجرات يعرف باسم “خماسية ستيفان”، ويتكون من 5 مجرات قريبة من بعضها، اثنتان منها في طور الاندماج، وتبعد عنا 290 مليون سنة ضوئية، فيما تظهر صورة أخرى سديما كوكبيا، ويتعلق الأمر بسحاب غازي يحيط بنجم في آخر أطوار حياته. كما تظهر إحدى الصور تحليلا لكوكب يتكون أساسا من الغاز فقط، مما يدل على أن هذا الكون العظيم هو تجسيد لآيات الله تعالى .
و من  أهداف إطلاق جيمس ويب إلى الفضاء،  والتقاطه هذه الصورة، هو اكتشاف إذا ما كان يوجد كائنات فضائية من عدمه، وهل توجد بالفعل أطباق طائرة؟ وهل يوجد أي نوع من أنواع الحياة خارج كوكب الأرض؟ وهل توجد ظروف مناخية وجوية تسمح بحياة الإنسان خارج كوكب الأرض ؟ لكن لحد الساعة ليست هناك أي مؤشرات حقيقية لامكانية وجود حياة للإنسان  خارج كوكب الأرض .
وأيضا من اهداف هذه الصورة،  هو حساب عمر الكون ، فهو هدف آخر لتليسكوب جيمس ويب، فالعلماء قدّروا عمر الكون بـ4.5 مليار سنة، قائلين إننا نعيش في منتصف عمر الكون، ولكن أثبتت الصورة الكونية التي التقطها جيمس ويب، أن أعماق الكون عمرها 13 مليار سنة، إذن نحن لم نتخط منتصف عمر الكون بعد، والحقيقة التي أراها شخصيا هي انهم لن يجدوا عمر الكون أبدا مهما حاولوا الاقتراب منه ابتعد عنهم .
الصورة  تبين حجم الكون أيضا ومدى اتساعه المهول المخيف ، و معظم ما يظهر بالصورة هو حشد من المجرات اللامتناهية ، أي مجموعة عنقودية من المجرات موجودة في مساحة صغيرة جدًا من السماء، ولم نكن لنرى هذه المجرات لولا دقة جيمس ويب، الذي يعمل في درجة حرارة منخفضة جدًا مكنت من التقاطه هذه الصورة الكونية ، و التي تظهر أن الكون سيظل مجهولا لديهم ، فمهما بحثوا،  ومهما وصلوا ، سيجدون انفسهم في بداية الطريق وعلى حافة الكون لم يتخطوها لغيرها، انها عظمة الخالق سبحانه وتعالى فهو الأول والأخر والظاهر و الباطن وهو بكل شيء عليم .
ويظهر في الصورة أيضا  شكل المجرات بكل وضوح، إضافة لوجود سديم به درجات من الألوان المختلفة، و  كأن الكون عبارة عن مرقعة صوفية بها كل الألوان منتشرة في السماء في حلة نسجتها يد القدرة الإلهية،  حلة كونية مختلفة الألوان  تتشكل قطعها من المجرات الشمسية والاجرام السماوية .

بقلم الدكتور و الباحث الفلكي:  صلاح  الدين خلوقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى