almizan.ma
21 مارس 2023
من كراسي الحيلة كرسي القسم و مدرج الجامعة و كرسي الحلاق… و كثيرة هي الكراسي.. و لعل كرسي الحلاق ناطق بما فيه: كل ساعة هو ملك لأحد الذين يسعون إلى قص شعره أو تهذيب لحيته أو تعذيبها و إعدامها بالمرة !؟
المهم أن كرسي الحلاق لا يدوم لأحد و كان عليه لافتة ، كتب عليها أن الدوام لله سبحانه ، فاعتبروا يا أيها الناس… و هذا مجرد مثل ، و لكن من أمثلة كرسي الحلاق قوله لي في صباح يوم جميل و قد تربعت فوقه و صار ملكا لي ، أنه لو كان محكما بين الناس، ما سأل عن الناس،
بل سكت و تركهم يتكلمون عن أنفسهم ، فيأخذ ملف كل إنسان و يكتب عليه أن هذا سوي و هذا عليل
و هذا سليم و هذا معتل سفيه أخرق مريض، لا يظهر باطنه، و هو كقدر يغلي من داخله بركان به نار مرض إشتعلت ، تحرق الاخضر و اليابس،
و هو بحاجة إلى الدواء .
ثم يميز بينهم ان هذا حرامي و هذا خلافه…. و كأني بالحلاق سيدين الغالبية و هذا مما لا أتواطأ معه فيه و لا أسلم له به…
و قد حضر صاحبي بحلته الجميلة و طلعته البهية فصار نصف محمود المليجي، و نصف محمد عبد الوهاب و أنا أعرفه مؤنس فقط لا يهش و لا لكنه يبش ، و ما عليه من شيء ،
فلما نظرت إليه ، أعجبت به إلا موضوعا واحدا كان محل تعقيب ، و هو أن لسان حزام سرواله مضطرب “خربان”, ” فكان مني التنبيه و منه الجواب ، أنه قد تعمد ذلك دفعا للعين و حسد الحاسدين ..!!
و كلا الرجلين؛ الحلاق و تصف محمد عبد الوهاب بنظراني ، و قد زاد الحلاق تنبيها جديدا أن شعرة من شعر الأنف قد نسي صاحبنا نتفه ؛ فهالني أنه استطاع الإنتباه إلى أدق ما في المرء و هو شعرة الأنف!!
و كأنه صقر أو عميل مخابرات خاص…
و حتى لا أتعجب من عجب الحلاق و نظرة الصقر فيه ، أجاب أنه حلاق و هذه طبيعته ، و أنه قد ذكر أنه لن يطيل الحديث عن الناس، بل سيميزهم بين سفيه و مريض و عليل و معتل و قليل منهم السليم .
و أنه لما كان ثلث أنصاف الناس عليل و كانوا خارج ساحة التحكيم فما بالكم بمن هم بداخل الساحة من طالبي التحكيم ؟؟
فالخارجون أكثرهم :”الله يستر” ,
و الداخلون؛ أكثر أكثرهم :”الله يشافي”
لم أعلق على قول الحلاق و لا على رد نصف محمد عبد الوهاب و لكنني مددت رأسي الحلاق ليعبث به و بلحيتي ليأخذ منها…. و قد نظر إلى أن البصل قد ترقى و ابتعد عنه و هاجر ، و هو لا يريد إلا السلام عليه باليد و بوسه فقط، لكنه ارتفع ،
و أنه رضي بخيانة البصل و الطماطم ، و لكنه لم يتقبل خيانة “البباي”… و قد كان عزيزا
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه