almizan.ma
أعوام الثمانينات و السبعينات كانت خاصة و ذات ٱثار بين الإيجابية و اللا إيجابية لكيلا لا تكون منفرين فنقول السلبية.. ففيها كان يعرض dosti ، الفيلم الهندي الذي أخرجه “ساتيين روث” في العام 1964 و يحكي قصة الصديقين الأعمى و الأعرج ،حيث بعتلي الأعرج ظهر الأعمى و يسير الاعمى بتوجيه من الاعرج ،فلا يمشي من به عرج ، و لا يرى من به عمى، و لكنهما يسيران!!
فلا يستغني العمى عن العرج، و لا يتعالى العرج على العمى، و كلاهما من الموانع ،و لكنها يسيران رغم العمى و العرج!!
قد ترى في ذلك تحديا للطبيعة أو صراعا على البقاء ،!
و لكنني أرى فيها صورة الحياة العرجاء الناقصة و العمياء الخرقاء.
و مع العمى لا تطلب مكانا مع المبصرين و قد تلفي نفسك في قاع البئر أو في جوف خرطوم المياه الأحمر و لا أحد ينتبه إلى أنك تختنق أو تتأسى و أنت من المبصرين و لكن العمى وضعك في غير مكانك، فانقص منك و من قدرك و ربما تنتهي داخل خرطوم المياه الأحمر!!!
و قد لا تتقدم خطوة . و لا تعتلي و لا تترأس و لا تقود ، لأن الأعمى لا يرى أن للرجال نصيب مما حباهم آلله من فضل و علم و بياض و حرمة و لكن العتب على العمى ،و لا يكلف الأعمى ما لا يستطيع،
و لا تثريب على الأعمى إذا لم يراك ؛ فتنتهي في الخلف حيرانا مختوفا أسفا على العمى و ماذا صنع!!
و أسوأ السيء ، أن يجتمع الأعرج و الأعمى فيتحول من كان خلف المقاعد إلى خرطوم المياه الأحمر ،
و يتموقع من كان في خرطوم المياه الأحمر إلى المقعد الخلفي ، ثم يتأسف الأول على العرج و الثاني على العمى ،ثم يلتقي من كان بالخرطوم مع من صار قابعا في الخلف ليتأسفان على اجتماع العمر و العرج ، و يتأسفان أكثر على أنهما يسيران رغم ما بهما من الموانع و يهيأن لأمر لمن ليس به عمى و لا عرج، فيكون العرجان و العميان عصب الحياة، و الحياة مع العمى و العرج “كزانية” تتدعي العفاف و القدرة على تربية الأبناء!؟؛
و تردد كم من”مطرح صار مسجدا” و لكنها نسيت أن المطرح لم يتب!؟
ليس مهما و لا حتى مؤسفا أن تكون الزانية مدعية ، لأن الإدعاء الكاذب مطلوب لتعزيز المعنويات و الدفاع عن النفس ، و لكن الأهم أن لا تعتلي الزانية منبر الإمام لتوزع صكوك الغفران على الناس ، و لا لأن تدفع عنها و تتهم غيرها،و لا لأن تتبوأ مقعدا قبل من لم تطلع على أداة
فتهدي الضلال إلى الضلال و الكافر ليغترف غرفة من وادي الحميم!
ليس مقرفا أن تكون هي زانية ، لأنها تقدم مع ذلك خدمة للغير ، لأنها تاجرة sex trade worker … و لا يهم أن تتدعي الطهارة ،و لا أن تدفع عن نفسها لؤم لافتة الدعارة و لكن الشين أن تتولى تدبير حال غير الزانيات…فليس مهما أن بعتلي الأعرج ظهر الأعمى، و لا حتى أن ينقلب الأعمى على الاعرج فيمتطي ظهر الأعرج، لأن هذا عليل و ذاك عليل و لكن الخطير أن يقرر الاعمى و الأعرج، لمن ليس به عمى و لا عرج
و لربما أنني أقبل و أتعايش مع كل ما لا تراه أنت عاديا، لأن الحياة عرجاء عمياء لا يؤلمها ما يؤلم غير العميان أو العرجان .. فإنها حينما تصح ، تأتي و عليها أجرب مجدوم يعدي كل من يمر به ، فيفر الأصحاء من الحياة و من عليها، فلو لم تكن عرجاء عمياء لارتضاها الناس منذ أن كانت ،و لما لم يكن هناك أمل و لا رضى بأن تتبدل الأرض غير الأرض و السموات… فلنترك الأعرج فوق ظهر الأعمى ،و لا يهم أن يتولى الأعرج فيمتطي ظهر الأعمى و يسير….
المهم النية….
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه