
almizan.ma
يترجل اليوم عن صهوة الدنيا حسن ثابت الحداوي.
لم أفهم و أنا طفل صغير لماذا كان ينادى من الجميع خلافا لكل اقربائي لأبي “بالحداوي” دون غيره. مع مرور السنون بدأت أميط اللثام عن تلك الحقيقة. كان رحمه الله متفردا في إنتمائه للقبيلة التي مافتئ قيد حياته يبجلها و يرفعها درجات عن نظيراتها إن كان لها نظير برأيه رحمه و رحمها الله.
من يكون الرجل.
هو من أصر ان أسمى “حمزة” متحديا و مفحما كل المقترحات الأخرى. في التحدي كانت له صولات و جولات أبرزها صراعه المعلن مع من اعتبرهم خونة التاريخ و مزوريه في فجر الاستقلال.
رحل من لم يكف عن الحل و الترحال حتى أظهر حقائق و نبل شهداء و مقاومي منظمة “الهلال الأسود”.
يكفينا فخرا و اعتزازا نحن بقايا “ولاد حدو” أنه كان فينا رجلا أقام الدنيا و لم يقعدها وصولا إلى ملفات الاستعلامات الفرنسية إبان الحماية ليذكر من أراد أن يتناسى و يبخس تضحيات الشهداء عبد الله الحداوي (من ضحايا بعض المحسوبين على الحركة الوطنية فجر الاستقلال) ، محمد الحداوي، حجاج المزابي و المقاومة فاطمة العمري ضحية رصاص و زنازن المعمر و زبانيته الخونة بما قدموه من غال و نفيس فداء للوطن وكذلك زمرة من رفيقاتهم و رفاقهم من الهلال الاسود المبعدين من الذاكرة الوطنية.
نفقد اليوم و الفقد عزيز، كبير أولاد حدو و قاطرتهم في أمور جمة. أول من ركب الطائرة و زار بلاد العم سام في ثمانينيات القرن الماضي سياحة و تطبيبا أما أوروبا فحدث و لا حرج.
عاشق المرسيدس بانز و ماركة “la coste” منذ عرفته. هو المحب المهووس بحب رجاء الشعب و زرع فينا حبها.
في آخر لقاء لنا في مراكش منذ شهر ونيف سألت الراحل: ” كيدايرن ولاد حدو” ليرد بنبرته المازجة بين السخرية و المزاج العميقين : ” فيناهم؟ باقين؟”
اليوم حق لي أن أقول لروحك الطاهرة: اتفق، الآن صدقت القول.
كنت أعتزم قضاء بعض الوقت برفقتك لتدوين أخبار مقاومة ورياضة و خصوصا كلاما مرصعا مقفى من موروث شفهي بيضاوي عميق يكاد يندثر.
لروحك الطاهرة السلام. لن ننسى نحن أحفاد حجاج المزابي موقفا عظيما وقول حق لم تأبه فيه لومة لائم.
فلتهنأ روحك بلقاء بارئها ولنا لقاء دون شك شيق ماتع.
إنا لله وإنا إليه راجعون، فلله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بقدر مسمى، العين تدمع والقلب يحزن لفراقك يا راس العرام.