almizan.ma
حديث الساعة
الميزان/ الدار البيضاء: عبد الرحمن درجي
والدتي امرأة مسنة تشارف على سن الثمانين ورغم الامراض والعلل التي تظهر عليها إلا أنها مازالت تدرك ما يحيط بها والأحداث الأخيرة التي تطغى على الساحة الوطنية، حراك الأساتذة يثير انتباهها خصوصا وأنه لا حديث يستهلك من حولها إلا عن هذا الموضوع حتى وهي ذاهبة عند البقال تصادف نساء الحي وهن يتحدثن عن معاناة الأساتذة وعن ظروفهم المادية، حين أردفت إحداهن قائلة: زوجي يعمل في المصنع الفلاني، يتقاضى ضعف ما يتقاضى المعلم، فظروفه صعبة، انظري لهؤلاء التلاميذ يتسكعون في الشوارع الكل ضائع الأولاد و الأساتذة و الأمهات، و أثناء تواجدها بالمسجد تدرس مع النساء حصص محو الأمية لا حديث لهن إلا عن الأوضاع السائدة والمعاناة التي يعيشها الثالوث : الأستاذ الأمهات و التلاميذ لتتدخل أمي في نهاية حديثها مع صديقتها لماذا لا يجب طي هذا الملف اي النظام الاساسي؟ و الرجوع إلى الحوار حتى يتسنى للتلاميذ الرجوع إلى أقسامهم والأساتذة يشعرون بالأمان، وتحس الأمهات بالإطمئنان على فلذات أكبادهن في خضم هذه الأحداث؟ السؤال الذي يطرح نفسه في الشارع المغربي، أليس في هذه الأمة أشخاص عقلاء ورشداء يصوبون السفينة إلى بر الأمان؟ التعليم ميثاق شرف يشمل الجميع ويساء لهم مثقفين وسياسيين مفكرين واقتصاديين فالأمم يقاس مؤشر تطورها بمدى سمو تعليمها التاريخ، لن يرحم كل من تسبب في تعطيل عجلة الإصلاح والرقي، وجانب الوقوف موقفا ايجابيا والسباحة عكس التيار.
درجي عبد الرحمان