حتي نفــــــوز برمضان
الميزان/ الرباط : جمال متولى الجمل

almizan.ma
حتي نفــــــوز برمضان
الميزان/ الرباط : جمال متولى الجمل
*رمضـــــــــان*
*تربـــــــية للنفس وللأهل*
صيام شهر رمضان وقيامه وتلاوة قرآنه وسائر الطاعات فيه هو تربية لكل أفراد الأسرة ، اباء وامهات وابناء وبنات كباراً وصغاراً .
ولو أن الاباء والامهات صاموا وقاموا ، ورتلوا القرآن الكريم ، وفعلوا الصالحات دون ان يلحظوا اهتمام ابنائهم بأجوائه وروحانياته وبركاته في الاقبال على رب العالمين والهمة في الطاعات، يكونوا قد فهموا الصيام فى رمضان فهماً منقوصا .
ومن المعلوم أنه ليس مقصود بلاشك مجرد صيام الابناء أو امتناعهم عن الطعام والشراب ولو بنية الصيام !؟؟
إذ أنّ الإهمال والتهاون في الأخذ بأيدي بل وقلوب الابناء لحياض الايمان والبركة بالطاعات في الشهر المبارك فيه انتقاص شديد لفهم مراد الله تعالى للمؤمنين في هذا الشهر المبارك ؟
هل نصلي التراويح أو نقرأ القرآن الكريم .. وحدنا الآن …. الزوجة ، او الزوج ، وحال البنات والابناء مُهمَلين ، متروكين ، لشاشات التلفاز، أو للحاسبات والهواتف .. او للقاءات الشللية والكافيهات لقتل روح الإيمان والتغير الصحيح لنفوسهم؟؟ .
فلنسمـــــــع كيف كان الصحابة في تعليم وتربية وتدريب الابناء ..
عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: *” كُنَّا َنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ “* صحيح البخاري.
هكذا فهمـــــوا الصحابة الكرام كما فهم من قبلهم انبيــــاء الله الدور الأهم مع الابناء ..* فأبو الأنبيـــاء إبراهيم عليه السلام كان طموحه وغايته بالنسبة لأبنـائه ، ان يرثوا منه وينـــالوا شرف الإمامة في الدين ، وحمل رسالته ودعوة الناس اليه .
قال تعالي { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } البقرة 124.
فكان اول هم له بعد النبوة وحمل الرسالة ، رجائه لربه تعالي بصلاح ابنـــائه واستقامتهم علي امر الدين وشرائعه .
قال تعالي { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } الاحقاف 15 .
{ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ } ابراهيم 40.
وهكذا كان سائر الانبيــــاء : رجآئهم لله عز وجل ، بصلاح ابنـــــائهم ، وحمل رسالته
رمضـــان فرصة الزرع والغــرس
فالمسئولية التربوية علي الإيمــان والإستقــامة ، وصياغة الأبنـاء صياغة إسـلامية حقة .. هي المسئولية الأولي – بل والأهـم ، التي يجب إنتباه الأبـاء والامهـات ، لها بجانب المسئوليات الصحية والتعليمية والإجتماعية الأخري .*
قال الله تعالي { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ } التحريم 6 . – وقال تعالي { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } طه 132.
وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ يَقُولُ ” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ … وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا … وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ” صحيح البخاري.
ثم لا نغفل ولا ننســـــــي ..اننا كابآء لن ننتفع من ابنائنا مهما علي شأنهم إلا من الانتفاع الحقيقي – وهو صلاحهم مع ربهم وفي دينهم أولا وقبل كل شي ..*
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ” إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ وَعِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ” صحيح مسلم .
*فدعوات الابناء الصالحين لأبآئهم دعـوات مرفوعة مقبوله من الله عز وجل ينتفع بها الوالدين بعد وفاتهم* ، فينعموا في الجنة نعيماً زائدا ، كأنهم مازالوا في عمل الصالحات والطاعات ، وهذا يعني ايضا ان دعـوات الآبناء غير الصالحين ، لاقيمة لها ولا ينتففع الآبــاء بها .
– بل ومن البُشريات العظيمة ،* أن الله عز وجل يرفع الآبـاء لدرجات أعلي من درجاتهم التي سكنوها في الجنة ، وكأنهم مازالوا أحيــاء يعملون الصالحات .وذلك إذا واظب الأبناء علي الدعاء والإستغفار لهم .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله وسلم: ” إِنَّ اللهَ عز وجل لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ؟ , فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ ” مسند احمد بسند صحيح .
مما يعني ان إهمال تعليم الابناء الدين والإيمان وإقامة الفرائض الربانية فيه الحرمــان والخسارة الفادحة للابــآء قبل خسـارة الابنـاء .
*هدي الله تعالي ابنائنا وبناتنا وازواجنا ….. اللهم امين*
*وصلى الله تعالى وسلم وبارك علي سيدنا محمد واله وصحبه*