almizan.ma
صورة لموسم الكتاب 2024
الميزان/ الرباط: د. اسماعيل الموساوي
ابتلانا الله في هذا الزمان بنوعين من أشباه المثقفين :
النوع الأول : لا حياء فيه ولا حشمة ولا وقار ؛ يحمل كتابا أو يصنع إنتاجا -و هذا لا بأس فيه – ولكنه لا يحمل هما معرفيا ولا مشروعا علميا ، كما حمله علال الفاسي وعبد الله كنون و عباس الجراري و خناتة بنونة وإبراهيم حركات و محمد عابد الجابري و عبد الله العروي وطه عبد الرحمان و محمد العمري و أضرابهم.
النوع الثاني : لا رأي له ولا مبدأ ولا موقف …تجده في الصباح مع هذا التيار وفي المساء مع ذاك الاتجاه .. تفضحهم صورهم و تملقهم والتواءاتهم.. بل منهم ومنهن من هتف بأسماء كتب و كتيب وازدحموا على أروقة من أروقة المعرض، وقبل اقتناءها تبين لهم سماعا أوقراءة أن أجمل ما فيها عنوانها..
جيل من أشباه المثقفين ينقصهم كثير من الخبرات في مجال التربية والسياسة والإدارة والمجتمع والقانون… وهي شروط أولية لمن أراد أن يضع نفسه في سكة العلماء و الباحثين ….
تربينا في جيل شيمته التواضع واحترام العلماء والأدباء والناس أجمعين…
نستحيي أن نفتخر بمنتوجاتنا من كتب ومقالات وغيرهما ؛ لا لشيء إلا لأننا نعتقد ولا زلنا نعتقد أننا نتعلم وأننا في حاجة ماسة إلى شيوخ لتعبيد طريقنا في البحث العلمي أو لتربيتنا على الذوق السليم والأدب الرفيع والأخلاق والمباديء السامية في العلم….
معرض الكتاب لهذا السنة شبيه بموسم للأولياء التي يسهر على تدبيره العامة… غلبت عليه الشطحات والمناجات والتوسلات… وقلت فيه حقائق الفكر والعلم والثقافة… وهي المغزى الاساس من المعرض .
من جهة أخرى تحية لكل المثقفين والكتاب سواء الذين وضعوا بصماتهم بمداد من الذهب في معرض الكتاب- بعد سنوات طوال من الجد والاجتهاد – او الذين أثروا المشهد الثقافي بمحاضراتهم القيمة . ومزيد من العطاء ..