almizan.ma
“الرعدة” خاطرة
الميزان/ الدار البيضاء: د.سعيد الناوي
الأحد 7يوليوز 2024ْ
“الرعدة”…. لا أخفيكم أن لسان قومي الدارج قد تفوق على لسان العرب و العجم حينما قالوا “بالرعده” !؟
“الرعده” ليست قشعريرة أو انكماش جلد أو تصلبه أو إضطراب قلب فقط أو خفقان جوانبه أو إرتعاد فرائص أو “تقلقل” يد أو قدمين أو حتى وثبة شعر متربع على جسد أحدنا، أو ثقلا جاثما على الصدر و الروح و القلب وك…
“الرعده” ليست “جلد وز” أو لحم وز”، أو تحاديب أو نتوء تظهر على جلد الإنسان،
ليست حتى انفعالا لا إرادياً ينشأ حينما يتعرض الجسم للبرودة اأو يختبر مشاعر قوية كالخوف أو الحنين أو السعادة أو الإعجاب أو الحب..
ليست تلبدا و لا “وقوفا للشعر ” أو انتصابا أو تصلبا على الجلد…..
لا …إنها تشبه محاولة السكتة القلبية بأسباب و لأسباب منها القلق و هو الخوف لسبب مجهول من الغد القريب كان أو البعيد ..لاسيما إذا كان القلق مرافقا للخوف من المعلوم.
القلق و الخوف واحد لكنهما مختلفي الأسباب، فسبب القلق مجهول و أما سبب الثاني فمعلوم ،
فإن كان المعلوم نناج ظلم وشيك، فأسباب “الرعده” عديدة كذلك : ظلم تسشعر وقوعه و قد تنتظر تحققه،
و قد يبدو لك أنه لن يقع ، فتصبح كسائل العرافة عن ما يقع ، لتقابلك العرافة بأنه لن يقع ، و قد تقصفك بإمكانية الوقوع .
ثم إنه مع عملية القمار الذهني بين ما قد يقع و ما قد لا يقع…هناك الإنتظار القانل، المزوج بشيء من توابل الرجاء و حسن الظن ،
ثم هناك الضيق: ضيق النفس و الروح و مرارة الذوق و انقلاب النوم…
و هذه أنواع مختلفة من الموت، و ما أمرَّها و أثعبها حينما تجتمع فيك كلها و تتعاون لأنها من” بنات الزنى”…تقتلك دون أن تموت مرة واحدة….لأن الخوف من المعلوم قاتل،
و الخوف من المجهول قلق قاتل،
و الظلم قتل
و القتل بدون جرم قتل لكنه بدون شفرة و لا حد سكين ، يعذبك لكي تموت، “فتخرخر” ثم لا تموت ،
لكل تنتظر الموت في عذاب من فوقه عذاب،
من تحت عذاب،
عذاب متراكم،
متراص ، متسلسل،
و من زمان،
تتعذب ثم تتعذب دون أن تموت و أنت “تخرخر” دون أن تحرك لسانك فيما قد سيصنع القوم بك؟؟”
أححلها يا من لم يجترح جرحا،
احللها يا من أنتظره يقصف و لربما يعفو …،
احللها يا من هو قادر،
ربي ، يا من يعفو
و لا يغفو
أعف…عبيدك…ولغ منه القلق و الخوف ما تعلم،
ممن لا يعفو…
فاعف عن هذا القلق
و امحو ريي ذاك الخوف
و اطرد ذلك المتربص
و احلل العقدة من الحلق
و ادفع الثقل عن الصدر
و أرح هذا القلب ….
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه