السياسيةالقانــونقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

حكومة “الضرات الثلاث”: ود علني يخفي ضغينة

الميزان/ الدار البيضاء: ذ.محمد الشمسي

almizan.ma

حكومة “الضرات الثلاث”: ود علني يخفي ضغينة
الميزان/ الدار البيضاء: ذ.محمد الشمسي
مثل أحزاب الأغلبية الثلاث في حكومة أخنوش كمثل ثلاثة ضرات أو ضرائر أو “ضراير” حكمت عليهن الظروف ليتجمعن في عصمة السلطة، ويبدين لبعضهن ودا خادعا مخادعا، و”السن يضحك للسن والقلب فيه…” فكيد الضرائر عظيم كما هو معلوم…
فأما بالنسبة للبام فالكل يدرك القصد الحقيقي من تأسيسه، والكل يتذكر الرؤوس الكبيرة التي نزلت بأثقالها لخلقه من عدم، فقد كان التخطيط هو أن يبتلع البام كل الساحة السياسية ويصبح مهيمنا مسيطرا سيطرة (ست في الأسطورة الفرعونية)، فلا يُبقي إلا ما يصلح ليكون منشطا لمفعول “التعدد الوهمي”، حتى هبت عاصفة “الربيع العربي”، ومزقت شراعه وطموحه، وكادت تغرقه، لاسيما بعد هبوط ربانه، فاضطر البام إلى الانكماش الحلزوني، وأقنع نفسه قهرا بأن تسري عليه نواميس الأحزاب، فيراهن على صناديق الاقتراع، لا على دعم السلطة، ويتحمل صداع الناخبين لا وعود السلطة، وأوجاع خطاب الإغراء والإغواء والاستمالة وهو لا يملك في صفوفه قيادات تجيد الخطابةو تخلطها بالتهريج والشعبوية، لذلك لا يقبل البام أن يصبح مجرد العجلة الثالثة في”تريبورتور أخنوش”، ويتجلى “فشوش” البام في طيش أمينه العام السابق ووزير العدل الحالي بعربدته وإعلانه الحروب على الجميع باللسان والتشريع، ورغم ذلك تلقى رعونته دعما من رئيس الحكومة، مخافة مغادرة البام لبيت الزوجية الحكومي.
أما حزب الاستقلال فهو غارق في النوستالجيا، ويعتقد أن تاريخه يشفع له في قيادة الحكومة، رغم أنه تأتى له ذلك في عهد عباس الفاسي وخرج من التجربة منهكا خائبا، فالاستقلال لا يرضيه أنه يكون الضرة الثالثة في عقد نكاح السلطة، وهو إن واصل النوم على فراش التحالف الحكومي فهو يتمرد من حين لآخر ويخرج ريح الانتقاد لعلها تلتمس له الأعذار لدى قواعده و المتعاطفين معه في حملته الانتخابية المقبلة ليجيب بها على من يعيبون عليه الركوب في سيارة أخنوش والتماهي معه في سياقته المنحرفة، لذلك لا غرابة أن يتقمص الاستقلال من حين لآخر دور المعارض…
وأما حزب الأحرار، فعلى حد قول المؤرخ اليوناني هيرودوت “مصر هبة النيل”، فإن “الأحرار هبة أخنوش”، وكان الأجدر تسمية الحزب ب”حزب التجمع الوطني لأخنوش”، فالرجل سقى الأحرار “ماء الحياة” ، وأخرجهم من الظلمات إلى نور السلطة، حيث مسح عنهم الغبار، وصقلهم و شحّمهم، وزودهم ب”الوقود”، ثم أعاد تشغيلهم من جديد، دون أن يزيل عنهم صفيحة حزب الإدارة، ولعل حزب أحرار أخنوش قام بما جيء به من أجله، فقد وجه ضربة قاضية بأصولها وقواعدها للإسلاميين فهشمهم تهشيما، وأرسلهم وحزبهم إلى ورشة إصلاح الهياكل والمحركات، وجعلهم مثل “يتامى في العيد”..
أما باقي أدوار الحكومة فهي مجرد تفاصيل صغيرة في أجندة أخنوش، لأن الدولة في غنى عن الحكومة، وهي مستمرة حتى بدون حكومة، ولن تترك لأي حكومة فرصة الظهور بمظهر المنقذ، ولأجل ذلك لا يملك أخنوش برنامجا محددا واضحا معلوما، ولأجل ذلك توارى عن الانظار ليلة إنجازه لمهمته وهي الإطاحة ب”الخوانجية” الذين انتهت صلاحيتهم بانتهاء فصل الربيع العربي وعودة الشعوب إلى بيوتها، ولن يخجل أخنوش من نقمة الكتلة الناخبة بعد نهاية ولاية حكومته، فليس بينه وبينهم ميثاق، وهو الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة كما رسمت له، وقد يغادر أخنوش السياسة متعللا بظروف صحية ويعود إلى تدبير أعماله ويترك الأحزاب المغربية في تدافعها، تتعارك مثل الفلاليس في خم ضيق، تنقب بعضها البعض، بعدما ضبطت الدولة إيقاعها ووضعتها على خط واحد ومسافة واحدة…
لذلك لا أرى يابسة لسفينة الحكومة الهائمة وسط الأمواج…ولا أجد طعما ل”الإنجازات الوهمية” التي يملأ بها “الحزب الحاكم” الفراغ..ولا غرابة أن يسقط في السوق من خرج من بيته مائلا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى