السياسيةقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

” مقاومة ” خاطرة

الميزان/ الدار البيضاء: الدكتور سعيد الناوي

almizan.ma

” مقاومة ” خاطرة
الميزان/ الدار البيضاء: الدكتور سعيد الناوي
23\4\2025
أفضى لي صاحبي؛ أنه لم يكن يفرق “المقاومة ” عن ظرفية الكفاح ضد الإستعمار؛ سواء كان فرنسيا أو إنجليزيا أو إسبانيا؛ أو من أي قوم غالب لقوم مغلوب.
أنه لا يعني عنده إلا هذا؛
و يتذكره في كل مناسبة أو توشيح صدر رجل؛ قاوم الإستعمار مع آخرين؛ و حمل صدره نيشانا أو يعض النياشين أو تم الإحتفال به بفرنسا..؛ و ربما ظل هناك مستفيدا من شيء ما…
كذلك أنا.. أتذكر أحد المقربين الذين “زاد من عنده” ما لم يقع؛ و هو يسوق سيارة الرونو 21 في العام 2023؛ حينما اقترب من ساحة quarante بحي الفرح.. قائلا: “كم قتلنا من المستعمرين والخونة هنا.. تركناهم كالذباب.. إيه يا ” الايام؟””..
أعرف أن بعض قوله صحيح؛ والكثير فيه ” فانطازيا ” سببها التقدم في العمر؟؟؟
المهم أن مصطلح ” المقاومة ” كان عندي؛ وعند صاحبي؛ هو ما ذكرته لك أعلاه.. أما الجهاد.. ففي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وخلفائه وفي عهد عمر المختار والشعوب المستضعفة.. وأما الباقي ممن جاء به بعض الباعة المتجولين؛ فكفر وتشدد في الجهل..
إلا البارحة.. حينما صادفني رجلان ممن يتحدثون اللغة الفرنسية بطلاقة؛ لكنهم يتسولون بها؛ بضعف في الحال؛ و قد يكون كاذبا؛
وذل في القول والحركة؟
نفحته بما وجدت بجيبي؛ و التفت إلى “نور الدين” وأنا من يلقبه ب “ثلاثة عام”: لأنه مهاجر بفرنسا ؛ وبعض معارفي منهم؛ يخلط بين اللسان الدارج واللغة العربية؛ للإستدلال على أنه “فرنسي؟”. يجتهد في أن يتحدث بلغة ” البلاد”؛ و لكن الفرنسية غالبة؛ فأفاد الحاضرين أنه لم يزر بلده هذه مدة من ثلاثة سنوات؛ ولأن الناس مثقفون وتغلب عليهم ” الثقافة؛ عفوا.. الفرنسية” ؛ تعسرت في فمهم اللغة العربية؛ فقالوا” “ثلاثة عام”؛ وهو ما جعلني ألقب “نور الدين ” ببضع السنين “ثلاثة عام”؟!
الأهم من المهم؛ أن ” الفرنسية نزلت؛ كماء غير طاهر؛ على سروال الكثيرين ؛ و لزمهم إعادة الوضوء “! ؛ بل إنني أعدت النظر في مفهوم ” المقاومة”؛ فصار عندي بمعنى الصراع من أجل العيش؛ حتى لأن الشيطان يخوفك بالفقر؛ لأنك تكاد تقتنع بأن الأمر يتعلق بصراع معيشي و ليس بحقبة تاريخية معينة.
بالنسبة لصاحبي الآخر ” المفرنس” نسبة إلى اللغة الفرنسية الموظفة تارة تارة؛ وإلى “ثقافته الفرنسية التي بالت بدورها على سروالها؛ بسبب أزمة بروستات اللغة؛ ومثانة الثقافة الواقعة على قدم واحدة”، … فالمقاومة تقتصر عنده على عالمين اثنين: ” مقاومة الأنثواث” و سقصد صراعه مع الإناث؛ ولا إناث يقصد إلا زوجته الحالية وزوجاته القدامى؛ ثم مقاومة الغلاء.
بالنسبة لي؛ أراه صائبا؛ وإن اختلفت معه في الأولى: “مقاومة الأنثوات” ؛ لعدم وجود ما يستحق الصراع معهن؛ و يكفي الغلاء محلا للصراع؛ وتفادي الضربات تحت الحزام؛ وفي “فم” المعدة؛ وتحت جدار الأثنين؛ وفي موضوع الطهارة.. فهو غالب؛ ولا أراه كريما لأن يترك لك مجالا لتصارع ” أنثوة”.. عفوا… أنثى؟
أهم ما جاء من صاحبي؛ وما رأيته البارحة؛ أن المقاومة تعدلت معالمها.. حتى موزع المشتريات كان يقاوم الزمن.. فخرق علامة الضوء الأحمر واتجه نحوي.. ربما ليعانقني بدراجته…؟؟
ربما لأنه بدوره يقاوم من جهته وبطريقته؟!..
وربما أنه لم يكن مثلنا؛ يقرن المقاومة بما كنا نعرفه عنها؛ من خلال إذاعة و تلفزيون”دار البريهي”..
فالآن.. تغيرت معالم المقاومة.. وتغيرت “دار البريهي”؛ وسال الماء من مثانة الفرنسية فلزمها إسباغ الوضوء..
صديقي قل لي من فضلك.. هل بالسين يكون الإسباغ؟؟؟
أم قد نراه بالصاد؟؟
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى