جنة لا تُشبه الدنيا”
الميزان/ الرباط: بقلم/أ. عبده معروف
هل جرّبت يومًا أن تتخيل الجنة؟..
لا تتعب نفسك كثيرًا، فكل ما ستراه في خيالك لن يقترب من الحقيقة، لأن الجنة أعظم من كل ما نعرفه، “عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((قَالَ اللهُ تَعَالَى: أعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17])). متفق عَلَيْهِ. معناه: أن الله تعالى أعد لعباده الصالحين في الجنة نعيمًا غير ما أطلعهم عليه، وأخبرهم به…
أتعرف ماذا يعني هذا؟ يعني أنك مهما رأيت من جمال في الدنيا، ومهما سافرت، وتجولت، وتهت في الغابات والبحار، فلن ترى شيئًا يُشبه الجنة، فالله سبحانه وصف لنا بعض ما فيها، لا لنقيسها على دنيانا، بل لنشتاق أكثر، قال الله تعالى: *”مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ فِيهَآ أَنۡهَٰرٞ مِّن مَّآءٍ غَيۡرِ ءَاسِنٖ وَأَنۡهَٰرٞ مِّن لَّبَنٖ لَّمۡ يَتَغَيَّرۡ طَعۡمُهُۥ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ خَمۡرٖ لَّذَّةٖ لِّلشَّٰرِبِينَ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ عَسَلٖ مُّصَفّٗىۖ وَلَهُمۡ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَمَغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡۖ …”* (15)” (سورة محَمَّد). لكن اللبن هناك ليس كاللبن هنا، والماء ليس كماء الدنيا، ولا العسل، ولا حتى الخمر! كلها أسماء نعرفها… لكن حقيقتها عند الله؛ فلماذا نُتعب أنفسنا من أجل دنيا لا تصفُو، ونُهمل جنةً فيها كل ما يُريح القلب؟ لماذا نسهر لأجل المال والناس، ولا نسهر لأجل الجنة؟ هل يستحق ما في الدنيا أن نُضحّي من أجله، وننسى وعد الله؟.. الجنة ليست مجرد مكان جميل.. هي*مستقر القلب، وراحة الروح، ومكافأة الله لمن صبر، وصلى، وغض بصره، وقال كلمة الحق،* هي بيتك الأبدي.. فكيف تعمل لبيت الإيجار وتنسى بيتك الحقيقي؟ *اعمل لها من الآن.. حتى لا تندم حين لا ينفع الندم،* *واختر أن تعيش من أجل جنة، لا تُقارن بها دنيا ولا حلم.*