*”يا خيل الله اركبي”*
الميزان/ الرباط: بقلم/أ. عبده معروف
في زمنٍ تبدّلت فيه المعايير، وغابت البوصلة، صار أصحاب المحتوى الفاسد هم حرّاس الفضيلة المزعومة! وصار من ينشر الخُلق يُدان، ومن يهدم القيم يُشاد به ويُصفّق له، وصارت البلاغات الكاذبة سيفًا بأيدي من يفسدون الذوق والأخلاق، يلوّحون به في وجه من يُذكّر ويُعلّم ويُصلح، ها هي قناتكم *”انشر الخير”* شاهدٌ حيّ على هذا العبث الأخلاقي؛ تُجمد مرة بعد مرة، لا لذنبٍ اقترفته، بل لأنها تضيء في وجه الظلام؛ فكل منشور فيها يُغربل، وكل كلمة فيها تُفتّش، وما ذاك إلا لأنها تزعج المفسدين، وتوقظ الغافلين، نحن لا نشتكي إلا إلى الله، لكننا نسأل بألم: أين أنتم من بلاغاتكم؟ هل بلغتم يومًا عن من يُفسد الذوق العام؟ هل أوقفتم يومًا من يبثّ الترهات؟ أم أن البلاغ سلاحٌ لا يُشهر إلا في وجه الخير؟ وهل إذا نشرنا الخير اتُّهمنا بالرياء؟ وإذا صمتنا وُصِفنا بالجبن؟ نذكّر فتقال شُهرة! نصمت فيقال خيانة! فما المعادلة التي ترضونها يا من تدّعون الحياد؟ نقول لكم: لسنا طلاب شهرة، بل رسلُ كلمة، ورسلُ قيم، أنا معلم منذ ثلاثين عامًا، وخبرتي ليست سلعة، بل ميراث أمة، وهذه القناة ليست منبرًا شخصيًا، بل سبيلًا لتزكية ما تعلمت، ومواصلة مشواري في التعليم، ونقل الرسالة؛ فادعموا الخير، لا بجميل القول فقط، بل بالفعل: *تابع القناة، شارك منشوراتها، بلّغ عن القنوات التي تُفسد، لا عن التي تُصلح* فوالله ما يُغتال الحق إلا بسكوت أهله، ولا يعلو الباطل إلا بتخاذل من يملكون نور الهداية، *ادعموا قنوات الخير، ففيها ما تبقى من روح هذه الأمة.*