السياسيةالفقه والشريعةالقانــونقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

*”كنز العيوب!”*

الميزان/ الرباط: بقلم/أ. عبده معروف

almizan.ma

*”كنز العيوب!”*
الميزان/ الرباط: بقلم/أ. عبده معروف
ما أغرب بعض النفوس! كأنها لا ترى في الحياة غير زلّات الناس، تُفتّش فيها كما يُفتّش الجائع في رماد الحطب عن فتات، أو كما يبحث المهووس في الظلام عن عثرةٍ تسقط بها القلوب؛ فلو أنهم بذلوا من جهدهم في الإصلاح مثلما يبذلون في التنقيب عن العيوب، *لكان وجه الحياة أنقى، وصوت الضمير أعلى،*..
إن الخطأ، جزءٌ من طبيعة البشر، بل هو ما يجعلنا نُبصر الطريق، ونعود أدراجنا إذا ضللنا؛ فمن ذا الذي لم يخطئ؟ ومن ذا الذي كُتب له الكمال إلا من عصمه الله؟ فما بال أقوامٍ نصبوا أنفسهم قضاةً على النوايا، يُحصون الهفوات، ويتتبعون العثرات، كأنهم خُلقوا للفضح لا للستر، وللهدم لا للبناء؟ قيل: *”التغافل عن الزلل من شيم الكرماء، وستر العيوب من أخلاق النبلاء،”* وإني أزيد: بل هو من علامات العافية في القلب، والنضج في العقل، والرقي في الأخلاق، أليس من العجب أن يَسقط أحدنا في حفرة، فيُسارع الناس إلى عدّ عدد المرات التي زلّت فيها قدمه، بدل أن يمدّوا له أيديهم؟! يا من تُكثر النقد… جَرِّب يوماً أن تُنفق من وقتك في ستر أخيك، بدلاً من فضحه، جَرِّب أن تكون مرآةً تُصلح، لا عينًا تُراقب؛ فكم من نفسٍ ماتت تحت سياط الكلمات، وكم من علاقةٍ خُربت لأن أحدهم لم يعرف فضيلة التغافل؛ *فاغضض طرفك عن الزلل، واملأ قلبك رحمةً، فذاك هو الكنز الحقيقي… لا عيوب الناس!*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى