القانــون

في زمن كورونا.. ماذا عن المشردين الذين يجوبون كل أنحاء المملكة؟

في ظل تزايد المخاوف من مخاطر تفشي فيروس كورونا، واتخاذ مجموعة من التدابير الصارمة شملت جل القطاعات، لم نر تدبيرا واحدا يتحدث عن المشردين الذين يجوبون مختلف أنحاء المملكة والذين يعدّون بالآلاف.فرغم أن هذه الفئة هي الأكثر تضررا من الوباء، وهي الأكثر تنقلا من مكان إلى آخر، وهي الأكثر بعدا عن النظافة والماء ووسائل التعقيم التي تنادي بها وزارة الصحة، إلا أنه لم يلتفت لها أحد سوى بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أطلقوا نداءات عاجلة من أجلها.كنا ننتظر أن تبادر وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، أو السلطات الوصية على القطاع، إلى إصدار مجموعة توصيات تحمي هذه الفئة وتساعدها على العيش بكرامة على الأقل في زمن « كورونا ». إلا أنه وبالمقابل، أطلق مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي نداءات وتساؤلات عن مصير هذه الفئة، التي تعد بالآلاف وتتنقل في كل مكان، فكيف إن أصيبت بالفيروس، ألن تنشره بين باقي المواطنين؟ يتسائل أحدهم.

فيما يتسائل آخر: « ألم يحن الوقت بعد للنظر إلى هذه الفئة وحمايتها وتأمين حياة كريمة لها؟ ».

« ، في زمن كورونا، أظهرت الدولة ومعها كل المؤسسات تجاوبا استثنائيا مع الوباء، إذ بلغت المساهمات للصندوق الخاص لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، أكثر من 15 مليار درهم، فلماذا لا يخصص جزء ولو بسيط منه لإنقاذ هذه الفئة وحمايتها من الوباء الذين هم أول المعرضين للإصابة به والسقوط صرعى.. يتسائل آخر.

لا يمكن أن نتجاوز هذه المحنة، ونخرج منها سالمين، دون انخراط كل أبناء المملكة وكل مؤسساتها وإداراتها ومواطنيها، بمن فيهم المشردون وأطفال الشوارع.. يضيف آخر.

تظل معظم المبادرات لحماية هؤلاء ومساعدتهم والتخفيف عنهم، فردية ونابعة من حس إنساني ومجتمعي، فمتى تتدخل الدولة بمؤسساتها وتنظر إلى هاته الفئة التي تشكل جزءا مهما من النسيج المجتمعي؟.
فتيحة رشدي منارة متابعة نجوم بريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى