منوعات

مغاربة يحكمون الجزائر دون أن يتخلصوا من “عقدة المَرُّوك”!

لطالما قيل في أمثال العرب “علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني” و”كم علمته من نظم القوافي فلما قال قافيته هجاني”، تعددت الأقوال وتنوعت، لكن المعنى يبقى واحدا، وهو ذلك الذي لا ينطبق سوى على من تنكروا لأصولهم المغربية، ورحلوا ليحكموا بلاد الجارة الجزائر.

أحمد بن بلة

 

أسماء كثيرة حكمت الجزائر في الماضي القريب، وأخرى لازالت متربعة على مقاعد المناصب العليا بالجمهورية لحدود الساعة، معظمها من أصول مغربية، وإن لم تكن كذلك، فإن رؤياها للنور وتلقيها للتكوينات الدراسية كانت بالمملكة، بيد أن تلك الأسماء أبت إلا أن تتخذ المغرب عدوا لها في الأخير، لتذكرنا بمقولة مشابهة لسابقاتها اللائي ذكرنا: “وكم أطعمته لحم الخراف فلما صار ذا كرش جفاني”.

وهنا يستعرض لكم “Le360” أبرز أسماء المسؤولين الجزائريين الذين نشؤوا بالمغرب أو ربطتهم به أصول قبل أن تحركهم الأحقاد ضده:

1- أحمد بن بلة:
هو أول رئيس حكم الجزائر بعد الاستقلال، في الفترة الممتدة من 1962 إلى 1965، شاءت الأقدار أن تكون ولادته بمدينة مغنية القريبة من وجدة، سنة 1916، إلا أن أصوله الحقيقية من منطقة زمران، بإقليم قلعة السراغنة نواحي مراكش، وهو ما لم يخفيه بن بلة، إذ جاء على لسانه في تصريح سابق خصه لصحيفة “الحرية الجزائرية”: “نعم أنا مغربي، ولدت حقا في الجزائر، وترعرعت بها، لكن والدي ووالدتي مغربيان”.

 

 

عبد العزيز بوتفليقة

2- عبد العزيز بوتفليقة:
ولد بمدينة وجدة بتاريخ 2 مارس 1937، هو من أصول أمازيغية، تلقى أبجديات التعليم بالمنطقة الشرقة للمملكة، وبقي بذات المدينة إلى أن بلغ مستوى الباكلوريا بثانوية “عبد المؤمن”، سنة 1956، دون أن يتمكن من نيل الشهادة المؤهلة إلى التعليم العالي، ليرحل بعد ذلك إلى الجزائر بأمر منها، إذ يؤكد الكاتب والصحافي الجزائري، محمد بن شيكو، عبر إحدى فصول كتابه “بوتفليقة بهتان الجزائر”، أن جيش التحرير الجزائري فرض على الطلبة الجزائريين المقيمين بالمغرب الالتحاق بالمقاومة في سن الـ 19، وكل من يرفض تأدية الواجب يكون معرضا لمتابعة لا يحمد عقباها، كان ذلك سنة 1957. ومع توالي السنون وصل بوتفليقة إلى الحكم في 1999، وبقي متربعا على كرسييه إلى حدود اليوم، ليكون بذلك أطول رؤساء الجزائر حكما

 

3- عبد القادر مساهل:
ولد سنة 1949 بمدينة تلمسان الجزائرية، هو من أصول مغربية، أحد أبرز تلامذة بن بلة وبوتفليقة خلال حقب سابقة، تقلد مناصب عليا عديدة في السنوات القليلة الماضية، آخرها منصبه الحالي على رأس وزارة الخارجية الجزائرية، الذي استغله مساهل بشكل سلبي لمعاداة بلده الأم، المغرب، متهما بنوك المملكة بـ “تبييض أموال الحشيش”.اسمه الحقيقي هو محمد بنخروبة، عمل على تغيير اسمه مثلما فعل بجنسيته المغربية، إلا أنه لم يستطع تغيير أصله أبدا، فهو من أبوين مغربيين ينحذران من مدينة الناظور شمال المغرب، ولد سنة 1932، رحل إلى الجزائر وتسلق المناصب العليا إلى استطاع أن يصبح ثاني رئيس للجمهورية بعد الاستقلال، قبل أن يغادر دنيا الفناء سنة 1978

 وإذا ما أردنا الحديث عن أسماء السياسيين الجزائرين الذين تنكروا لأصولهم المغربية فربما قد نحتاج إلى كتاب لا يقل عدد صفحاته عن 300 صفحة، فاللائحة لا تقتصر على الـ 5 أسماء المذكورة فقط، بل تمتد إلى آخرين أمثال قاصدي مرباح، وعلي التونسي الملقب بـ “الغواتي”، وشريف بلقاسم ونور الدين دلسي، إضافة إلى محمد المكناسي، مدير ديوان بوتفليقة، الذي لم يحصل على الحنسية الجزائرية إلا في حدود سنة 1972.

وحول هذا الموضوع، قال منار السليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الامني، اليوم السبت، عبر اتصال بـ “Le360”: “إن الجزائر دولة حديثة من حيث نشأتها، وفي لحظة تأسيس مرجعيتها لمرحلة ما بعد الاستقلال كان هناك حضور قوي لنخبة جزائرية من أصول مغربية مثل بن بلة وبوتفليقة فدفعت توجه هذه الدولة الجزائرية الجديدة نحو العداء مع المغرب، وذلك لكون النخبة الجزائرية من أصول جزائرية كانت تشك في ولاء الجزائريين من أصول مغربية، فحاول بوتفليقة وغيره إثبات ولائهم للجزائر بزرع مسألة العداء للمغرب كقاعدة أساسية للحكم في الجزائر، وهي القاعدة التي تسرى على عبد القادر مساهل، وزير الخارجية الجزائري، الذي ينتمي الى نخبة الجزائريين من أصول مغربية، واحد من تلاميذ عبد العزيز بوتفليقة وبن بلة، وهذا مايفسر قيامه بالتصريح العدائي للمغرب الذي يأتي بعد شهور من تقلده منصب رئاسة الدبلوماسية الجزائرية”.

وأكد منار السليمي أن “هذه القاعدة التي بناها الجزائريون من أصول مغربية الذين يحكمون الجزائر باتت تتآكل، نظرا للانتباه الشديد من الجزائريين لهذه النخبة، إذ بدأ العديد من أبناء الجيل الجزائري الجديد ينتبه الى لعبة الجزائريين من أصول مغربية الحاكمين للجزائر والى الطريقة التي دفعوا بها الدولة الجزائرية الى عداء بات أكثر تكلفة وبات ينتج المخاطر، لأن بوتفليقة ومساهل يشتغلون على ملف واحد هو العداء للمغرب، فالدولة الجزائرية تهيمن عليها نخبة جزائرية من أصول مغربية تريد إثبات ولائها للجزائريين عن طريق مهاجمة المغرب”.

والجدير بالذكر في الأخير، هو أن ما يقوم به المسؤولون الجزائريون من أصول مغربية من عداء ضد المملكة المغربية لا يثير فقط عضب وسخط المغاربة الغيورين على وطنهم، بل يثير أيضا عضب فئة واسعة من المواطنين الجزائريين نفسهم، ولعل أبرز دليل على صدق هذه النقطة هو تصريحات الصحفي الجزائري هشام عبود عبر الشريطين أسفله:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى