
almizan.ma
تذكٓر صاحبي قدومَ موسى وهارون على “الإله” فرعون الذي قال للقوم “ما علمت لكم من إله غيري ” و أن له أنهار تجري تحت قدميه و ملك صر لا يبلى..
فكان عند نفسه و من معه إلاه فطغى و تجبر و قتل و استحيي النساء و قتل البنين و اتخذ هامان نجارا و وزير حرب و سلم، و سحر و كل شيء يليق بفرعون الإله …
لقد طلب أن يرقى في السماء ليطلع على إلاله موسى و لايشك أنه كاذب!؟
أنت تعرف هذا و أكثر ..
و لهذا ليس مهما أن كان من فرعون ماكان و لا ما كان من أمر موسى و هارون ما كان…
ليس مهما أن فرعون طغى أو تجبر أو قتل أو رأى فيه إلاه للبشر…
ليس مهما أن رضخه الله أرضا وأنه ٱمن مرغما و أنه نموذج الطاغية ..
لا يهم أنه كافر و جاحد و أكبر من كافر و جاحد…
المهم هو كيف أنه لم يقتل موسى و لا هارون يوم القدوم عليه…
و كيف أرجأهما و بعث في المدائن حاشرا كل الساحرين…
و حتى لما حضر السحرة وتوعد…
لم يقتل….
لم يقتل موسى و لم يفتك بأخيه و لا بمن هو معه…!؟
هذا فرعون ..الإله .الطاغية…
قد أبقى على موسى و من معه!؟
لا شك أن قول موسى و هارون أحد أسباب السلامة لأن الله بعثه و ألهمه القول اللين ..
و لا شك أن موسى طاغية وموسى نبي…
و لكن الشك في من هو ليس بفرعون لأنه لا أزهار تجري تحت قدميه…
و لا ينبغي له أن يملك ما ملك الطاغية…
الشك أيضا فيمن يحلو قولهُ و يعسل منطقهُ و مع حلو منطقه يموت بشكل مختلف عن الموت الطبيعي الذي ينتهي بخروج الروح ..
يموت ميتةَ من يبحث عن الموت و لا يلقاه…
يموت بشكل مختلف و لو بحث عن الموت بالإنتحار لم يجد…
ليس هناك شك في الطاغية
و لا شك في موسى و لا في مٱل فرعون و موسى و من مع الرجلين…
الريبة في من هو ليس بفرعون
و لا بموسى…
الشك فيمن هو أدنى من فرعون قوة و مالا و شوكة و بطشا …
و لكنه فرعون رغم الضعف، ثم ياتيك من هذا الضعيف فيأتيك ما لم يأت من فرعون و جنوده..
الشك فيمن يحلو قوله و يحلى منطقه و لكنه لا يجد ما وجد السحرة من السلام بعد أن أسلموا…
لم يجد المسكين إلا ضيقا وضيقا و ضيقا حتى ضاق عليه الضيق وتبرأ الضيق من ضيقه الضيق عليه..
هنا الشك..
هنا تتألم أكثر لأنك لم تكن تنتظر أن تلفحك نيران من هو عاد جدا ، من هو بدون أنياب و لا سيف و لا تاج…
هنا تتألم من فرط إيمانك بأنه ليس فرعونا..
فتطمئن و في الإطمئنان تاتي الضربة أثقل…
فلو علمتٓ أنك أمام فرعون للٓانٓ قولك أكثر و أبديت استعدادا لتلقي الضربة و لربما فررت منه وتفاديت الضربة..
و أما أنك ظننته غير ظنك بالفرعون ، فقد جاءك منه نبا وخبر يقين …
فإن وعيت قولي فقل إنه الفرعون بألف و لام حتى لا يختلط الفراعنة عليك فقد تأتي الضربة من الفرعون بال التعريف …
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه