السياسيةالقانــونقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

… من جهلها … “غمضان كغيم“ في زمن كشف القناع

الميزان / الرباط: الدكتور محمد جودات

almizan.ma

… من جهلها …
“غمضان كغيم“ في زمن كشف القناع
الميزان / الرباط: الدكتور محمد جودات
في بناء للأسطورة العربية في آخر حلقاتها تجتمع دول عربية في لقاء “طارئ” بعد طول حرب وتهجير وتجويع ومحو ممنهج وإبادة جماعية وتفنن في تقتيل الشعب الفلسطينى، تؤسس فيه الجيوش الهمجية الصهيونية فصولا غير مسبوقة، وفي المقابل أنجبت أرض هزيمة الغزاة أبطالا وشهداء خلدهم التاريخ الذي وضعنا في مزبلته.
..تجتمع القمة العربية وهي تذكرنا بقصيدة مظفر النواب التي تجمع القمة بضم قافها وقد صدقت، حيث أنها في كل مرة تقدم الغريب والصادم وتستمر في وضح النهار في تنفيذ أجندة الصهاينة وتضع شرط تجريد حماس من سلاحها شرطا للإعمار، ولا تكتفي بهذه الوقاحة غير المسبوقة تاريخيا، بل تسخر أبواقها للترويج لهذه المقترحات والإملاءات؛ لكن الغريب أن شيوخ الزمن الرديء فتحوا نيرانهم على المقاومة تكفيرا ولوما ولم يجرؤوا عندما كان تقتيل المسلمين وهدم منازلهم جهارا على النطق بكلمة؛ وكانت فضائيات العمائم تتحدث عن حكم قتل الذبابة في الحرم. وقاحة تاريخية غير مسبوقة جعلت مثقفي العدو أكثر جرأة وعدلا، فالمطلع على إعلام العدو يصدم أن في هذا الإعلام جوانب أصدق من الشيوخ الملتحين الذين يتقاضون أجورهم التي تغير فتواهم كل حين من أسيادهم بالداخل وربما بالخارج مادامت جرأتهم نهارا جهارا. ولا غرابة إذا رجعنا إلى مسارات هؤلاء وأولئك. فالذين تكونوا خارج السياقات لايمكن أن ينتجوا غير هذه الأيديولوجيات العفنة والمكشوفة، وقد يكون العدو الذي تربى داخل ثقافة واضحة أحق أن يسمع حين تكون قلوب الذين تبنيهم تبعيات أسيادهم هي المقياس ومصالحهم هي السند، وقديما حذر العلماء من فقهاء فتات موائد السلطان وجعلوا الإمامة للحر الذي فهمه قصيرو النظر ذكرا.
هكذا تشعر وأنت تسمع استغراب الإسرائيلية سمدار بيري من عدم الإشارة في كل المسلسلات الرمضانية في الدول العربية والإسلامية ولو بشكل عابر للصهاينة؛ ونقول إن الضمني في كلامها هو استغراب لتغييب قضية حرب الإبادة في حق شعب غزة؛ في وقت كانت فيه القضية حاضرة في كل سنوات الصراع مع المحتل كما تلاحظ هذه السيدة. فرغم الهزائم كان للإبداع حق الإشارة، ونتساءل هل هو اتفاق للمحو والنسيان كما هو حال النخب المثقفة الأكثر فهما حين حرمت على نفسها مجرد التعليق عن استشهاد بطل أو بيان تنديد عن فظائع المحتل وداعمه المختل.
“إنها الأمة ترتاح إلى أشلائها” و“إله النخل يجثو لإله من حديد“ كما يقول أدونيس.
و“غمضان كغيم“ كما يقول صهاينة الخارج لصهاينة الداخل الذين يحسنون نطق “رمضان كريم“ ولايحسنون فهم عمقه حتى صيروه غموضا وغيما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى