كتاب الراى

… من جهلها … القضية الفلسطينية تعرينا

الدكتور محمد جودات

almizan.ma

هل أصبح مجرد الحديث عن القضية الفلسطينية محرما، وهل تصدق قصة المناضل التي أشرت إليها في العمود الأسبق على أحبابنا وأصدقائنا “المناضلين” الذين بمجرد نشر المقال – عن انتهاكات حقوق الإنسان وتهجير أهالي حي القدس واقتحام المسجد الأقصى في هذه الأيام المباركة – في مجموعة الواتساب التي تعودنا على وضع جديد النشر بها؛ انهالت علي كلمات تدعيمهم للمقال و”استنكارهم وشجبهم. ..”؛ ولكن على غير العادة التي عهدناها في هذه المجموعة بكلمات مباشرة عن التألق والمزيد من العطاء أو الشكر على المقال وتطرقه لصميم الموضوع مباشرة على المجموعة التواصلية التي تجمعنا؛ بحيث جاءت التعليقات وكلمات التأييد والتنديد كلها على الخاص، محتشمة: يطل أصحابها متنكرين، ولم يجرؤ أحد على التعليق مباشرة أمام الجميع.

وأعذر الجميع بنفس عذر صاحب المقولة (أنا عاوز أربي اولادي)، لأن مجرد التعليق قد يدخلك في شبهة تأييد الكاتب في المحرم. لذلك أعذركم أحبابي وأشكركم على جرأة التشجيع والتنديد على الخاص، فأنتم مع جنود الخفاء في النضال بالقلب؛ وما أجمل هذه الفتوى التي (تصالح) وتجثو للإله الجديد: إله ليس مثل الإله الخفي الذي تعلمناه في الفلسفة، ولا مثل من (اتخذ ألهه هواه) كما تعلمنا النصوص الدينية، بل هو صنم واضح في وضح النهار: كشف القناع وحدد المعجم الذي علينا أن نستعمله، وألبس كلماتنا لونه، مادامت مأدبة الإفطار الصهيونية على شرف السفراء العرب – تزامنا مع محونا بالقدس- تضم (مثقفين) ورجال الدين الإسلامي (الجديد) ضمن ضيوفها.

وحسبي أن أهدي أحبتي مقطعا من قصيدة الشاعر الفلسطيني ” معين بسيسو” قبل أن يمنع الإله الجديد قراءة الشعر الفلسطيني.

( أنا لستُ أعرف وسط هذا البلقعِ

من … من عليّ من الذئاب،

ومن معي ؟

أنا منذ غابت عن يديّ

عيونكم،

وركبتُ قبرا آخرا ،

أصبحتُ شيئا آخرا،

الآن كيف أعود أزرعكم

سرابا آخرا.

مطرٌ يُكوّم ماءهُ

تــــــــــــلاًّ.

ويزرعُ فوقه نخلا

ويعطي للخناجر ذاكرهْ

هذا العشاءُ هو الأخيرُ

على موائدكم ).

( هذا العشاء هو الأخير

على موائدكم.

و إني الآن أعرف

آكلي لحم الخيول الميتة،

لحم المرايا الميتة

لحم الرياح الميتة ).

 * ( القصيدة )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى