almizan.ma
في صمت ودعت مدينة سلا أبرز موثقي الملحون بها الحاج عبد الله الحسوني، الذي كان من الخبراء المشاركين في لجنة موسوعة الملحون التي أصدرتها أكاديمية المملكة المغربية (11جزء) ،ونعت جمعية أبي رقراق عضوها “الفقيد الحاج عبد الله الحسوني، الذي قضى حياته في أحضان الأدب الشعبي عامة وفن الملحون على وجه الخصوص، حيث كان في مقدمة موثقي آلاف قصائد هذا الأدب، إلى جانب إسهاماته الكبيرة في تأسيس وتأطير الجمعيات الأولى للملحون في سلا، ومنها الجمعية السلاوية لنهضة الملحون”.
وأضاف نص النعي أن “الفقيد كان في مقدمة السلاويين الذين ساهموا في إرساء قواعد جمعية أبي رقراق كعضو في مجلسها الإداري، وعضو في لجنتها الثقافية والفنية، وقد تفرغ الراحل زهاء ربع قرن للعمل في خلية إعداد دواوين الملحون التي تصدرها أكاديمية المملكة المغربية بإشراف مباشر من الدكتور عباس الجراري”.
وقال عبد المجيد فنيش، مسرحي وباحث، إن عبد الله الحسوني قد “التحق بحظيرة الملحون بسلا وعلى الصعيد الوطني منذ أكثر من نصف قرن، في ريعان شبابه، حيث كان من بين المجموعة السلاوية التي حضرت المؤتمر الوطني الأول والأخير للملحون في عهد محمد الفاسي”.
و أكد الناعي أن “الحسوني جرّب النظم كذلك، وله قصائد قليلة في الملحون، وكان ينشد بين الفينة والأخرى، بصوت خاص بين الهامس والمسموع، وكان يقول إنه يقوم بذلك حتى يستمع إلى نفسه أكثر”.
مضيفا أن الفقيد كانت له “روح شبابية، وتحمّل أدوارا طلائعية في جمعيات سلا لحماية الملحون، مبكرا في السبعينات، وكان في مقدمة الأساتذة الذين تفاعلوا إيجابيا مع تأسيس الجمعية السلاوية لنهضة الملحون، التي كانت محاولة تجديدية في سنة 1982، قادها شباب هم كهول اليوم، وأنا منهم، وكانت حدثا هيكليا أساسيا في الملحون، ليس على الصعيد المحلي فقط، بل وطنيا، وكانت سباقة في تنظيم الملتقيات الوطنية للملحون بمراكش وفاس، إلى أن ظهر ملتقى سجلماسة بعد سنوات”.
واستحضر الناعي مجلة الجمعية المعنونة بـ”نهضة الملحون”، التي كان ينقل الراحل دراساتها بيده، و”يسهر على سحبها وترتيب أوراقها إلى غاية عرضها على الجمهور والباحثين”.
مسار عبد الله الحسوني، يحضر فيه، وفق عبد المجيد فنيش، “عمل في الخفاء”، خاصة خلال “فترة دواوين المملكة المغربية، التي أخذت منه كثيرا، وكان من بين الذين ساهموا في بلورة أول ديوان للموسوعة، بحكم أنه اتصل بمسؤول وأخبره بتوفره على آلاف القصائد بنسخ متعددة، خاف ضياعها وعدم استثمارها، ووضعها رهن إشارته للتفكير في صيغة ما، وهو ما تم، علما أنه لم يكن ليتحقق مطلقا لولا إسهامات باحثين وشعراء وموثقين آخرين”.