السياسية

الجهود الأممية تصطدم بتهرب الجزائر من الحوار في قضية الصحراء المغربية

الميزان/ الرباط: متابعة

almizan.ma

رفضت الجزائر المشاركة في صيغة الموائد المستديرة التي يعكف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء على التحضير لها، داعية إلى إطلاق مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة “البوليساريو”.
ولا يخفى الدور الجزائري المقوض للأمن والاستقرار في المنطقة، حيث تعكف الجارة الشرقية للمملكة على دعم “البوليساريو” وتسليحها واحتضانها، إلى جانب شراء مواقف بعض الدول وتحريضها ضد المغرب.
كما يبرز أيضا دور النظام الجزائري المفضوح في تفريخ الجماعات المسلحة وتصدير الإرهاب لجوارها الإقليمي منذ “العشرية السوداء”، إلى جانب توظيفه لعصابات الجريمة المنظمة وتوفير الملاذات وطرق الإمداد الآمنة لها.
محمد سالم عبد الفتاح، الخبير في ملف الصحراء، قال بأن المجتمع الدولي بات يستحضر الدور الجزائري في محاولة تأزيم الأوضاع، وتوتير الأجواء بالمنطقة، وعرقلة الجهود الأممية الرامية إلى حل النزاع.
واعتبر الخبير ذاته أن الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء يصران على إشراكها في المساعي الحميدة التي يبذلانها، إعمالا لقرار مجلس الأمن الأخير الصادر في أكتوبر الماضي؛ لكنهما يجابهان برفض وتعنت رسمي في خروج صريح عن الشرعية الدولية وعن قواعد السلم الدوليين.
وأضاف محمد سالم عبد الفتاح أن الجزائر، برفضها المشاركة في آلية الطاولات المستديرة التي يعكف ديميستورا على التحضير لها، تصطدم مع الشرعية الدولية، المتمثلة في قرار مجلس الأمن الاخير حول الصحراء، الصادر في أكتوبر 2021؛ وهو القرار الذي كان واضحا في تحديد أطراف النزاع المدعوة إلى المشاركة في المفاوضات التي من بينها الجزائر طبعا، وهي الأطراف نفسها التي دعاها الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس أيضا.
وفي مقابل التعاطي الإيجابي من طرف المغرب مع الجهود الأممية الرامية إلى حل النزاع، عبر في طرحه لمبادرة الحكم الذاتي وانفتاحه على كل المقترحات التي تحترم سيادتها على الإقليم، يغيب أي تعاطي إيجابي من طرف الجزائر مع تلك الجهود الأممية.
وقال الخبير في ملف الصحراء بأن هذا الموقف يناقض تورط الجزائر المفضوح في النزاع، لا سيما بعد التطورات الأخيرة التي يشهدها ملف قضية الصحراء، والتي باتت تكرس حالة الحسم لصالح المغرب حيث دخلت الجزائر في موجة تصعيد غير مسبوقة ضد المغرب وضد حلفائه الذين أبدوا مواقف مؤيدة لسيادته على الصحراء.
ويقف المحلل عند المكاسب السياسية والدبلوماسية الميدانية التي راكمها المغرب مؤخرا، نجم عنها اختلال في موازين القوى المتعلقة بالصراع حول الصحراء، وأفضت الى احتراق ورقة “البوليساريو” ضمن لعبة الحرب بالوكالة التي تشنها الجزائر ضد مصالح المغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى