إقصاء البدوي من الدورة 15 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بطنجة
الميزان / طنجة: مسرح البدوي
almizan.ma
رحل مؤخرا عن عالمنا رمز من رموز المسرح المغربي و العربي والأفريقي عميد المسرح المغربي الأستاذ عبدالقادر البدوي أحد الرموز الخالدة ابن مدينة طنجة، و الذي ورى بها الثرى ؛ و قد دخل مسرح البدوي الذي يحتفل هذه السنة بالذكرى السبعين على تأسيسه مجال البحث العلمي الأكاديمي في الجامعات العالمية و المغربية كأحد أعمدة المسرح المغربي، ولكن للأسف المهرجانات المسرحية الجامعية في المغرب تقصي عبدالقادر البدوي حيا و ميتا ، حيث أنها باتت منذ زمن بعيد كل البعد عن زرع ثقافة الإنتماء لهذا الوطن في نفوس الطلبة ، عبر استحضاره في مثل هذه المناسبات، أمثال تلك الرموز الثقافية و مواقفها الوطنية من مختلف القضايا، ليس فقط من أجل دراستها دراسة نقدية ، والاستفادة من مدرستها الفنية، والمسرحية و هذا هو الدور الأكاديمي للجامعة، و لكن أيضا من أجل ربط الشباب بتاريخ بلدهم المغرب، و بالتالي إعطائهم فرصة التعرف على رموزهم الثقافية و الفكرية الوطنية في إطار إحياء الذاكرة الثقافية ، فمن لا تاريخ له لا حاضر ولا مستقبل لديه..
و للإشارة منذ تأسيس المهرجان الدولي للمسرح الجامعي في طنجة لم يوجه يوما دعوة لعميد المسرح المغربي من أجل التواصل مع الطلبة في محاضرة حول تاريخ المسرح المغربي من نافذة مدرسة عبدالقادر البدوي مثلا، و هو أحد مؤسسي المسرح المغربي، قدم أولى عروضه المسرحية على خشبة مسرح سيرفانطس بطنجة ، في خمسينات القرن الماضي، قبل أن يتحول هذا المسرح بعدها إلى أطلال مثل العديد من المسارح والقاعات السينمائية في المغرب. و هاهي إدارة المهرجان سوف تفتتح قريبا دورة جديدة في مدينة طنجة، و لم تفكر حتى بعد رحيل عبدالقادر البدوي في تكريم يليق بمسار هذه القامة الثقافية المغربية، و الطنجاوية الوطنية، التي أثرت الخزانة الفنية والأدبية لبلدنا ، رجل قدم الكثير لهذا الوطن، و للأسف يطاله ما يطال معظم موروثنا الثقافي اللامادي، من طمس و طمر في التراب، وأصبحنا نهتم بالزليج، ( مع احترامي لصناعه و عشاق جماله) ولا نأبه بمصير تراث مفكري ومثقفي الأمة..
أم أن الجامعات في المغرب طالها أيضا ما طال المشهد السمعي البصري المغربي من “مقص” الرقيب ” الذي منع عبدالقادر البدوي من التواصل مع الجماهير عبر التضييق على عروضه المسرحية ، كما منع أعماله التلفزية من البث، و منعه أيضا من المشاركة برأيه، و رؤيته للفن و الثقافة في معظم التظاهرات الفنية و الثقافية، و منها ملتقيات المسرح الجامعي الذي للأسف حاد منذ سنين عن اهدافه التنموية و الأكاديمية و التربوية و التثقيفية، و تحول إلى مجرد “موسم ” يعلو فيه الضجيج ولا شيء غير الضجيج..؟
عبد القادر البدوي هنيئا لك لأنك لازلت في قائمة المقصيين و الممنوعين حتى بعد رحيلك إذن فأنت لازلت على قيد الحياة ..
فعلا الكلمة لا تموت..