
almizan.ma
14/8/2022
بعث لي صاحبي بعضا من تاريخ ولّى و لكنه يتكرر و كان ملخصه ما حدث للمأمون في عمر الصبا و التعليم حينما حمل عليه المعلم فضربه بدون جريرة أتاها المأمون الذي سأل عن سبب الضرب فلم يجد إلا أمرا من المعلم بأن يسكت…!
و قد تولى المامون ، و تذكر الظلم و لعله لم ينساه ، فأمر بإحضار المعلم ليعلم منه الداعي القديم و السبب الدفين….
فرد المعلم أنه إنما كان درسا في باب الظلم الذي لا ينسى
و قد أمره بالسكوت حتى إذا تذكر الظلم أحجم عنه فلم يظلم، و يتقي دعوة المظلوم التي لا تنقطع و العاقبة لمن اتقى….
لا أشك في أن هناك من سيشك في أمر المعلم الذي مارس الظلم و أراد أن يتقي بطش المأمون بقوله ..
و المأمون قد تولى، و لا أشك في أن هناك من سينصف المعلم ويراه صادقا مريدا أن يشرح الظلم و مرارته و أنه لا ينسى….
و سواء عليه أن كان هذا أو ذاك، فالظلم واحد لا ينسى
و الظلم سواد ، و السواد ينتهي بظلم الظالم لذاته …
و كلما مر عليه صيف إلا و نقص سواده..
و كلما مر عليه شتاء كلما نقص..
و لكن نقصان السواد لا يعني زوال السواد..
فينقص السواد و عين الظالم يقضى و في عين المظلوم و لم ينس دون أن ينمحي أثر السواد في عين الجانبين…
و إن نسى الظالم أو تناسى أو أنسي…
فلابد أن يعود ليذكر كلما توجع فرأى أن الوجع في ظلم الأمس وكلما تهاوى، كلما تذكر وكلما نقص تذكر..
و كلما اعوج أهله تذكر…
و كلما تذكر المظلوم دعا،
و كلما تذكر دعا،
و كلما رأى دعا..
دون أن يتعلق الامر أو يرتهن وجوده بضرورة التكرار أو التعود..
فقد تبلغ دعوة واحدة عنان السماء فتخترقه إلى علم الله والله لا يحب الظالمين
و قد ناب عن كل مظلوم لا حيلة له فأقسم بعزته و جلاله بأن ينصر من لا حيلة له حتى يتعجب أصحاب الحيل….
المهم أن المامون أقدره الله على معلمه كما أقدر الله مظلومي البارحة على ظالمي الأمس ،
و كما أقدر الله مظلومي الأعوام الماضية على ظالمي السنين الغابرة
فقد أقدر الله المرض على ظالمي الأمس و اليوم و الغذ…
فالعلل جند مرسولون،
و هتك الأستار مرسول ،
و الضعف مرسول،
وقهر الرجال مرسول ،
و ما ذلك إلا لأن الظلم سواد لا ينمحي و إن خف سواده … لا ينمحي….
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه