almizan.ma
في إطار تنفيذ برامجها السنوية، نظمت المنظمة المغربية لحماية ورعاية للطفولة يوم الجمعة 16 دجنبر 2022 دورة تكوينية دولية حول العنف المدرسي في موضوع: “من أجل تعليم بدون عنف” عرفت مشاركة وازنة لعدد من الدول من ضمنها: المغرب، الإمارات العربية المتحدة، كندا، سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية.
في البداية رحب رئيس الجلسة الأستاذ وائل إبراهيم سرحان من دولة الإمارات العربية المتحدة بالأساتذة المشاركين في أشغال الدورة التكوينية وكذلك بالحضور المتميز لتتبع هذه الدورة التكوينية، مستحضرا السياق العام الذي اندرج فيه هذا النشاط القيم، مشيرا إلى أن إشكالية العنف المدرسي تعتبر من الإشكالات الكبيرة التي لازالت من بين المعيقات الكبرى للتنمية مما دفع بالمنظمة إلى التفكير في هذا الموضوع مساهمة منها في إنعاش العملية التواصلية بين مختلف الفاعلين من أجل استثمارها في العمليات التنموية و المرتبطة بمحاربة كل أشكال العنف داخا الأوساط التعليمية.
لتعطى الكلمات تباعا إلى الدكاترة المشاركين وفي مقدمتهم الدكتور محمد جودات، والدكتورة سعاد اليوسفي والعربي الحضراوي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط، والأستاذة سعاد بونخلة من كندا، والدكتورة أسماء كويحي من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والدكتور مسعود بن سالم الحديدي من سلطنة عمان، والدكتور جلال جودات رئيس المنظمة المغربية لحماية ورعاية للطفولة، بحيث ركزت جميع المداخلات على تناول موضوع العنف الممارس على التلاميذ داخل الوسط المدرسي خاصة العنف الرمزي الذي يعتبر أكثر خطورة من باقي أنواع العنف المادي والسلطوي؛ لأنه عنف عاد وبسيط ولاشعوري، ولا يعترف به -مجتمعيا- على أنه عنف، بل تعود عليه الناس، وقبلوا به ما داموا خاضعين لمجموعة من الحتميات والجبريات المجتمعية التي تتحكم فيهم، ويعملون على تكريسها في واقع حياتهم.
وفي نهاية الدورة التكوينية عبر المشاركون في هذه الدورة عن إعجابهم بالمشاركات المتميزة التي ساعدت على إغناء النقاش وتبادل الخبرات والتجارب، والتي من خلالها قدمت عددا من المقترحات والتوصيات من أجل ضرورة رفعها إلى الجهات المعنية والمسؤولة للتصدي لهذه الآفة الخطيرة ومن بينها: العمل الفوري على تفعيل الحياة المدرسية وتفعيل هياكل الإرشاد والتأطير الصحي والنفسي والاجتماعي في المدرسة لإقامة جسور تواصل بين المؤسسة التربوية بكل مكوناتها وأُسر التلاميذ والهياكل الجهوية والمحلية لتقليص عوامل الفشل ولتوفير الظروف الملائمة للتعلّم في البيت وخارجه. كما يجب العمل أيضا على بناء برامج تعليمية مرنة، خالية من التفاصيل والجزئيات الدقيقة لتسمح للمعلم باستيعاب المستجدات اليومية داخل القسم، وتمكنّه من التعامل السريع والناجع مع الحاجيات الفردية للمتعلمين تعليما وتقييما. من أجل أن يتم تبني مقاربات بيداغوجية جامعة تستلهم تراث نظريات التعلم جميعها كالسلوكية والبنائية والعرفانية التي تسمح بتنويع الوضعيات التعليمية التعلّمية حسب حاجة التلاميذ والعمل على أن تكون هذه الوضعيات حية وذات دلالة بالنسبة إلى المتعلم، وأن يستنير بمبادئ البيداغوجيا الفارقية وبيداغوجيا الخطأ والمشروع وحل المشكلات لمساعدة المتعلم على بناء المعرفة عوض تلقينها له.
واختمت الدورة التكوينية بكلمة لرئيس المنظمة شكر فيها كل المشاركين على عروضهم القيمة ولانضباطهم وتفاعلهم الإيجابي.