كتاب الراىمنوعات

” القط و الكلب ” خاطرة

الميزان/ الدار البيضاء: د.سعيد الناوي

almizan.ma

7 ماي 2023
سالني صاحبي عن سر العداء بين الكلب و القط ، كلما اتلقيا ، قامت حرب ضروس بينهما، قد تنتهي بغالبية القط، لأنه يركز في ضربه
الخاطف، على عيني الكلب؛ و قد تنتهي بعضة من الكلب لذيل القط، و هيهات له ذلك!
القطة أخف حركة من الكلب،
و كثيرا ما تتسبب هي في المعركة، و تكون المعلنة عونا و البادئة في اشتعالها، رغم صغر حجمها، و هي حينما تهاجم، لا تفر ، و لا تولي الدبر…
و لا تأبه للطلب، و لا لحجمه ،
و قد تتعارك لوحدها مع الكلبين ،
و هي وحيدة!!
ليس الموضوع متعلقا فقط باقتسام المنافع في البيت، لأن حروب الكلاب مع القطط غالبا ما تقع خارج البيت..؟!
و بهذا قال صاحبي
و لكنه أضاف سبب العداء ، و هو تاريخي من يوم الطوفان الأكبر ،و سفينة نوح عليه السلام ،حين أسدى تعليماته لكل من معه على ظهر السفينة ، أن لا يتزاوجوا وأن لا يتناسلوا على ظهر السفينة ،و هل العاقل يتزاوج في الخطر!؟
و أي تزواج و السفينة تجري بهم في موج كالجبال و السماء خيوط من أنهتر و الأرض بحور ماء و الخلق بين رحمة الله و قدرة الخالق رب الارض و السماء.
و لكن الكلب فعلها ؟!!
لقد تزاوج في ظل الأزمة و رغم المنع!؟
و لربما أراد أن يتناسى الخطر ،
و يلهو بالتزاوج، و لو غرق الجميع!! فللسفينة نبي, و للنبي و الخلق و السفينة رب يحميهم
فلما فعلها و ازداد للكلب ، وشى به القط إلى النبي و كان ما كان!؟
لقد صار القط واشيا ،و الكلب مذنبا و لو لم يش القط بالكلب ، لظنوا بالباقي ظن السوء!!
و لربما أن هذا مستبعد، لأن البحث لابد أن ينتهي بتحديد الأسباب و المسببات و الفاعلين و المشاركين و المساهمين ،و من مد الكلب بالعزم أو دفعه للتزواج في زمن الأزمة ، أو دفعه إلى خرق القواعد و الأوامر و أن يصبح بخرقه للقانون منحرفا و مجرما ؟
و قد يكون الدافع إلى أن يسير القط بالكلب ، خوف القط على نفسه و تعريضه للخطر و الغرق بسبب تصرف صبياني للكلب إبن الكلب!
و لا فرق بين الكلاب الرومية أو البلدية ،فالكلب كلب و لو كان ” أشهبا”؛ مع اختلاف المراقد و سلوكات البهائم العجم و غيرهم.
لو لم يش القط ، لعرفوا واقعة الكلب و غالباً ما يقفون على طلبات و هي نفساء “قطية يفعلها كما يقال على حالة التلبس: ضبطوه قطي!؟’
و لماذا يقلق الكلب من القط الواشي و قد فعلها و الخلق بين موج و موج و حياة و موت ،و هل لم يبق أمام الحالات العصيبة إلا التزواج و كأنه عريان ، لا يسأل ما يواري به سوأته، و لكنه يسأل خاتما!؟
ليس التاريخ إلا وقائع تتكرر
و لا زال القط يهاجم الكلب عادة و الكلب في المرتبة الثانية من البدء في الهجوم
فلا القط يستحيي أن يكون واشيا ،و لعله لم يقصد الوشاية و إنما التعبير عن خوفه من الموت بسبب فعل الكلب و من حقه أن يقاضي الكلب
و لا الكلب إستحيى من فعلته و حق له أن يتلزم بالقواعد و على الأقل أن يكون به قلب يخاف و فؤاد يستحيي..!!
فكان ما كان ، و لازال القط و الكلب ولا زال صاحبي يدفع أنه لن يكن واشيا و لا جانحا…و مع ذلك يشى به في صدق الكذب و لا أحد قال أن صاحبي سعى يوما إلى إغراق السفينة

سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى