” القيامة” خاطرة
الميزان/ الرباط: سعيد الناوي
“مساخيط، هؤلاء الذين ظلموني طيلة أربعين عاما؛ و قد يكون عهد الظلم خمسين أو ستين عاما؛ ثم ينتهي الظلم بانتهاء النفوس،
ورحيلها في هدوء وطمأنينة إلى يوم سمي بالقيامة؛ لقيام كل نفس من مرقدها؛ لتحضر المحاكمة أمام خالق كل شيء.
كم مر إذن على ظلمك لي؟
لقد عشت به ولم يقتلني؛ لأنني ذو مناعة؛ ولن يموت مظلوم إلا بعمره..
الإشكال ليس في الظلم ؛ فإنه مما نستطيع أن نعيش معه و لن نموت به..
الإشكال لدى من ظلم ؛ لأنه سيراه واقفا يحاكمه؟
لقد مضى الظلم ؛ ومضت أيامه؛
ونسيته أيها الغافل؛ وانمحى أثر الظلم ولكنك ستحاكم به؟
لم لم ترعو؟ ولم تعلم أنك لن تستفيد مما صنعت فتيلا ؛ فكأنما هي قبلة مسروقة مضت؛
أو حتى ما هو أعلى من. القبلة للحظة؛ ومرت!؟
أو حتى لأنها مأدبة طيبة في يوم طيب؛ لم تتكرر!!؛
أو حتى لحظة وداد عبرت أفق حاضر أحدنا ؛ لم تترك إلا ذكرى من خيال؛ لا تستطيع إلا أن تسترجع شريط ذكراها دون أن تحياه؛
أو فلوسا أنفقتها في لحظات متباعدة، ولكنها صرفت..
هي كل هذا؛
ومثل هذا؛
كل شيء يمر..
حتى جمال “رقية “؛ وقوة بدن” خالي”…؛
كل شيء يمر؛ ويضمحل وينتهي.. وكذلك الظلم.. إلا أنه يعود؛ ليأخذ له حيزا من زمان ومكان.. سيعود لسانا ينطق.. يتذكرك وتذكره إذا وقف الواقفون.. فكيف لقبلة أورثت سما قاتلا؟
ولساعة ظلم؛ أورثت حريقا وسلاسلا وأغلالا ونكالا وغصة وعذابا وصديدا!؟
غاية ما في القبلة قد انتهت،
وغاية ما في القيامة؛ أنك ستنظر إلي وأنظر إليك…
سعيد الناوي. غفر الله له و تجاوز عنه