…من جهلها…
على هامش ردود الحكومة على جيل z
الميزان/ الرباط: الدكتور محمد جودات
في خرجة إعلامية بفضائية العربية عن تظاهرات جيل z للوزير صاحب نظرية (باه لاباس عليه) والذي أهان آلاف الخريجين العطلة وتسبب في مشكل مباراة المحاماة وغيرها؛ لا يمكن للمتتبع إلا أن يستغرب خطاب السلطة المغربية ومنتخبيها.. فدون أن نتحدث عن لغة عربية رديئة لا تعرف حتى المنصوبات لدى رجل قانون يفترض أن يقف عند أدق التفاصيل اللغوية التي تغير محتويات النصوص القانونية إذا لحقها اللحن؛ وحتى إذا تجاوزنا هذا المعطى فإن مضمون هذه اللغة يزيف الحقائق التي شهدها العالم على الهواء.
ففي الوقت الذي اعتبر فيه وزير نظرية “باه لاباس عليه” التظاهر حقا ديمقراطيا وطبيعيا؛ يتناسى الهجمة الشرسة التي اعتقلت الشباب والأطفال والنساء على المباشر أمام الإعلام الدولي.
وفي تعنت واضح يؤكد أنه لا يسمع مضامين احتجاجات الشباب لأن الدستور يقتضي أن تحتكم للدستور؛ وهو حق أريد به باطل: فسيادة الوزير كأنه لم يطلع على محتويات الدستور الأخرى في حقوق المواطن…
ولكن للدستور أن يضمن له البقاء وكل الفاشلين الذين استقدمتهم السياسة من عالم صناعة الحلوى والأعمال التجارية… وهذا يؤكد أن الذين تعنيهم الاحتجاجات “لهم آذان لا يسمعون بها”…
فعوض أن يستحيي المسؤول المحامي القانوني ويقدم عزاء لأسر ضحايا الحراك الشبابي فإنه يتشبت أمام كاميرات العالم ببقائه في الكرسي وانتظار تحكيم الدستور الذي لم يحكمه هو وزملاؤه في محطات عديدة إلا في متابعات الصحفيين وغيرها..
وعندما يسأل وهو نموذج الفصاحة والناطق باسم الحكومة في هذا السياق عن مشكلة الصحة يعتبر الأمر تراكمات سنوات وأن النقص في الموارد البشرية أمر واقع وهو عذر أكبر من زلة.. فالطوابير التي تفر للدراسة بالخارج لن تبحث عن دراسة الطب خارج المغرب لو فسح لها المجال.. والذين طردتهم الحرب الأوكرانية لم يتسن لهم متابعة دراسة الطب إلا في ألمانيا ورومانيا.. ولم تقدم لهم الحكومة أي حلول.. وقد حذرنا في بيان سابق الوزير من الجموع الفقيرة والغفيرة من الخريجين الذين يتبجح بتصريحاته ضدهم…
وبعيدا عن تصريحات الوزير التي ختمت بضرورة التصرف بحكمة مع أبنائه؛ ودون الخوض في الآمال التي يجعلك الحوار تفقدها.. لأن مشكل الصحة (كان الله في عون الحكومات القادمة أيضا لفكه) يصرح الوزير- فإن المفارقة الغريبة هي آلاف التعليقات التي دونها متابعو الحوار التلفزيوني العالمي والتي تبين تدني شعبية من يمثلوننا؛ وتكشف الحقيقة..
إنها سلطة الرقمنة التي لم يفهمها جيلنا ولا تسمح لنا بالكذب على الهواء..
فيا أيها المسؤولون مضى زمن الأيديولوجيات: فقد كشف القناع.