كلمة لابد منها = تحية شكر وتقدير لكل العاملين في مهنة المتاعب الشرفاء … المخلصين للعمل الصحفي المبني على الصدق والامانة والمصداقية لروح ونداء الوطن .

محمد رضي
في سياق انخراط جريدة نجوم بريس في الجهود البذولة للحد من انتشار عدوى جائحة = كوفيد 19= و بعد الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية وتقييد حركة التنقل بالنسبة للمواطنات والمواطنين إلا للضرورة القصوى…
وحرصا منا كصحفيين على المشاركة في التعبئة الشاملة لتغطية وتتبع خصوصية الظرفية الراهنة..
فإن الجريدة رصدت جميع امكنيتها البشرية المتاحة.. للقيام بالواجب الوطني والإلتزام بروح المواطنة ومسؤولية في هذه الظروف العصيبة التي يعيشها بلدنا العزيز..
والتي تعمل الدولة جاهدة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لتظافر الجهود و تجاوز الأزمة بحكمة وتبصر عبر اتخاذ مجموعة من الاجراءات الإحترازية والوقائية حماية للشعب المغربي..
وللحد من انتشار هذا الوباء الخطير.. وهي الاجراءات التي حظيت بقبول واجماع وطني من طرف جميع أطياف الشعب المغربي..
“حيت انخرطنا بدورنا في تغطية كل كبيرة صغيرة صوتا وصورة ..
وكذا تقديم النصح والتواصل مع المواطن ليتحلى بروح المواطنة والمسؤولية الى جانب كل المصالح الامنية .. خدمة لنداء الوطن.. لانريد جزاء عن المعل المجاني الذي نقوم به ..
ونقدم الشكر لمن يستحق..
وننتقد النقد البناء لتقويم الاعوجاج والدفع بالعمل الذي نقوم به حيث اشتكى العديد من المراسلين والمصورين الصحفيين عن قيام السلطات من منعهم بالقيام بالواجب الاعلامي المجاني بدعوى ان الأمر يتعلق بوزير الدخلية…
لنؤكد ان منع اصحاب مهنة البحث عن المتاعب” تسعى إلى تعزيز حريتها، وتوفير حماية للعاملين فيها، ومحاكمة مرتكبي الجرائم ضدها، في الوقت الذي يرتفع فيه عدد وفيات عامليها كباقي كل الاطر الوطنية التي تشتغل وسط المخاطر التي تهددها جراء هذا الفيروس القاتل ،وتزداد مخاطر احتجازهم خلف القضبان. وليست متاعب “مهنة المتاعب” فقط في ما يعانيه المراسلون الميدانيون من صعوبات ومخاطر قد تودي بحياتهم أحيانا، خصوصا من هم في ميادين خطوط نار عدوى جائحة = كوفيد 19 ، لكن هناك متاعب أخرى كثيرة يعاني منها حتى أولئك الصحفيون الذين يقضون يومهم جالسين في البيوت يحررون الأخبار والتقارير، فنحن أيضا -كما القضاء- لدينا صحافة جالسة وصحافة واقفة. من متاعبنا في هذه المهنة أنك أحيانا تسعى وتركض وراء المعلومة الصحيحة وتلهث وراء المسؤولين وأصحاب القرار، وتتصيد الفرص والأوقات والأماكن التي يمكن أن تكون مناسبة لهم، لكنك في الأخير قد تعود بخفي حنين، هذا إن لم تعد معهما ببعض الإهانات والصد والاحتقار. وحتى بعض من لا يملكون إلا قرار أنفسهم تحس أحيانا -عندما تسألهم شهادة أو رأيا في موضوع أو حادثة ما- وكأنك تتسول آراءهم ويشعرونك أنهم يتفضلون ويتصدقون عليك، وأن يدهم أعلى من يدك…
ومن متاعبنا أيضا أن أغلب الناس يتركون هموم أعمالهم في مكاتبهم، وبمجرد أن يغلق أحدهم ملفاته التي يعمل عليها في مكتبه، يغلق معها نسخ هذه الملفات في سريرته ولا يعود لفتحها إلا عند بداية دوامه في اليوم الموالي…
أما نحن فتلازمنا الأخبار والتطورات ومآسيها في كل لحظة، ونجد أنفسنا مضطرين لمتابعتها حتى ونحن نيام….
وكم هو قاس على نفس الصحفي أيضا أن يجلس في لحظة صفاء مع نفسه يتأمل مهنته وحالها، فيكتشف في الأخير أنه يأكل الخبز بمآسي الآخرين، ويقتات من فتات تصريحات سياسية لمسؤولين بعضهم فاسد، ويعلم أنهم يفترون ويكذبون لكنه مضطر بحكم مهنته أن ينقل كلامهم للناس. فكم من سياسي أخرق يطلق تصريحا أجوف في الصباح ونقضي يومنا معشر الصحفيين نركض وراء ردود الفعل التي أثارها و”نحلل مغزاه” و”الرسائل” التي تضمنها، لأنه للأسف ذو مركز مؤثر حتى لو لم يكن تصريحه كذلك…
فتحية شكر وتقدير لكل العاملين في مهنة المتاعب الشرفاء … المخلصين للعمل الصحفي المبني على الصدق والامانة والمصداقية.