منوعات
زيمبابوي: تصادمت السيدة الأولى والجيش فسقط روبرت موغابي
أن يستيقظ أهالي عاصمة زيمبابوي، هراري، على هدير دبابات زاحفة إلى القصر الرئاسي، يوم ثلاثاء هادئ، فيعني هذا إما “حركة تصحيحية” للرئيس “الأبدي”روبرت موغابي، وإما انقلاباً ما، في بلادٍ اعتادت على عنفٍ تميل نتائجه في نهاية المطاف للحاكم. ساعات قليلة على ترقّب صامت في هراري، انتهى بإعلان الجيش بطريقة “ملطّفة” انتهاء عهد الرئيس روبرت موغابي، بعد 37 عاماً من الحكم.
الانقلاب الناعم لم يولد في تلك اللحظة، بل كرّس جملة من التراكمات التي أفضت إلى توّرط عائلة موغابي بالقرارات السياسية، خصوصاً زوجة موغابي الثانية، غريس ماروفو موغابي (52 عاماً)، التي استغلت تقدم زوجها في السنّ (93 عاماً)، للتمهيد لوراثته. وسبق لها أن ردّدت أمام أنصاره مراراً “عليكم انتخاب موغابي، حتى بعد وفاته”، تأكيداً على دورٍ ما لها في هراري. كما تورطت غريس في سلسلة من الفضائح المالية، في العقارات والمجوهرات، حتى إنها اعتدت بقابس كهربائي على العارضة الجنوب أفريقية، غابرييلا إنغلز، الصيف الماضي في جوهانسبورغ في جنوب أفريقيا، لأن العارضة “أقامت علاقة مع ابنيها”. وتملك غريس مزارع للألبان في زيمبابوي، كما أنها لم تنجُ من صحف الفضائح، التي اتهمتها بـ”خيانة الرئيس موغابي مراراً”، بل إن أحد عشاقها لقي حتفه في ظروفٍ غامضة.
غريس، المعروف عنها حبها للحياة المرحة، باتت قريبة من السلطة في السنوات الأخيرة، مثيرة امتعاض الجيش، الذي لم يكن مقتنعاً بقدرتها على خلافة زوجها. للجيش مرشح واحد: إيميرسون منانغاغوا، نائب موغابي، المُقال في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، لخلاف بينه وبين غريس، بسبب “تسميم مفترض للمثلجات”. فقد اتهم منانغاغوا غريس بتسميمه بالمثلجات الآتية من مزارعها، في أغسطس/آب الماضي، ما أدى إلى سقوطه أثناء تجمّع شعبي، ونقله على جناح السرعة إلى جنوب أفريقيا، حيث عُولج على عجل ونجا. وعلى الرغم من نفي غريس وفريقها الأمر، إلا أن الصدام بات حتمياً.
“ |