السياسيةقضايا المجتمعمنوعات

المغرب وإسبانيا يستعدان لإنجاح عملية “مرحبا 2022″‎‎

الميزان/ الرباط

almizan.ma

الأيام القليلة المقبلة ستعرف اجتماعا من أجل عملية مرحبا حيث نقلت وكالة “أوروبا بريس” الإخبارية أنه من المنتظر أن يشارك في عملية العبور 14.870 عنصرا من الشرطة الوطنية والحرس المدني من الجانب الإسباني.
وفي هذا الإطار، قال حسن بلوان، أستاذ العلاقات الدولية، إن “عملية مرحبا” هذه السنة تكتسي أهمية قصوى بالنسبة إلى البلدين وتعلق عليها الجالية المغربية والإفريقية المقيمة في أوروبا آمالا كبيرة.
وقال المتحدث “نظرا لأهمية “عملية مرحبا بالنسبة إلى البلدين ودورها الكبير في التعاون الثنائي المشترك فقد أكد بيان القمة على حسن تنظيم هذه العملية في أحسن الظروف وبشروط وآليات جديدة ترتكز على انسيابية العبور وتحفظ المصالح الأمنية والاقتصادية للبلدين”.
وأوضح الخبير في العلاقات الدولية أن “عملية مرحبا” خلال صيف هذه السنة “ستكون استثنائية وغير معهودة، بحكم استحضار مجموعة من الشروط”.
ومن ضمن الشروط التي سردها بلوان: “أول عملية من نوعها تكون فيها العلاقات بين المغرب وإسبانيا واضحة ومتوازنة تحفظ المصالح المشتركة للبلدين، خاصة فيما يتعلق بالوحدة الترابية؛ ناهيك كونها تأتي في ظل تحسن الوضع الوبائي في العالم وفي المغرب وإسبانيا، مما سيسهل عملية عبور الأشخاص والمركبات وسيساعد على تدفق البضائع بكل سهولة”.
وأكد أيضا في تصريح له لأحد المواقع الإلكترونية أنه “تنعقد آمال كبيرة على عملية مرحبا هذا الصيف من طرف الجالية المغربية والإفريقية التي حرم معظمها من السفر لسنتين متتاليتين بسبب الجائحة والأزمة السابقة بين البلدين”، مفيدا بأنه: “ينتظر من هذه العملية أيضا أن تنشط الحركة السياحية في الاتجاهين، خاصة أن عشرات الآلاف من المغاربة يفضلون إسبانيا كوجهة سياحية، وكذلك بالمثل بالنسبة إلى السياح الإسبان الذين يزورون المغرب خلال هذه الفترة”.
من جانبه، قال محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، إن عملية مرحبا “تمثل أحد أهم المحاور الإستراتيجية للعلاقات المغربية – الإسبانية والعلاقات المغربية مع الاتحاد الأوروبي كذلك، بحكم أن 85 في المائة من مغاربة العالم يقيمون بأوروبا”.
وأشار بودن، ضمن تصريحه إلى أن “المغرب وإسبانيا مرتبطان بجسر كبير يتمثل في الجالية المغربية يقدر بحوالي 800 ألف مغربي مقيم بإسبانيا؛ ولذلك، فعملية مرحبا تمثل مكسبا جديدا للبلدين بعد تعذر تنظيمها سنة 2020”.
وأوضح المتحدث أن إطلاق الاستعدادات لعملية مرحبا 2022 بين البلدين يحمل أكثر من دلالة؛ من بينها: “الاجتماع المغربي – الإسباني يأتي لاستكمال الدينامية الجديدة للعلاقات بين البلدين وخارطة الطريق الجديدة التي تتطلب تفعيل مختلف الآليات الدبلوماسية والتقنية والقانونية”، ناهيك أن “الاجتماع المغربي – الإسباني يمثل ترجمة عملية للشروع في تنفيذ عناصر خارطة الطريق الجديدة بين البلدين، وتحديدا النقاط الثالثة والرابعة والخامسة الواردة في البيان المشترك المعتمد بعد مباحثات جلالة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز يوم 7 أبريل 2022”.
وأكد بودن أن “انطلاق التحضيرات لعملية مرحبا 2022 يعكس إرادة سياسية حقيقية بين البلدين لجعل هذه العملية النوعية في نسختها الـ22 أكثر شمولية”، مشيرا إلى أن “الاجتماع يؤكد أنه ليست هناك تحديات تقف في وجه العملية الطبيعية بين البلدين؛ لكن الترتيبات التحضيرية تتوخى جعل نسخة عملية مرحبا لهذه السنة مختلفة، بحكم أن الموسم المقبل للعملية يرافقه زخم من التقارب بين البلدين بعد وقوف إسبانيا على الجانب الصحيح من التاريخ والواقع بموقفها الجديد من مبادرة الحكم الذاتي في كنف السيادة المغربية”.
وأفاد المتحدث بأن “ثمة رسائل ذات اتجاه إقليمي مفادها أن الجوار المغربي الإسباني قد يقع في بعض المراحل تحت الاختبار؛ لكن لا يمكن زعزعته بسلوكيات متناقضة لطرف ثالث”.
وقال بودن إن “المحطة المقبلة في مسيرة العلاقات بين البلدين تؤكد أن نطاق التعاون بين البلدين أصبح أكثر تماسكا ومؤطرا بأولويات ومحددات في ظروف دولية مطبوعة بعدم اليقين، فضلا عن أهمية العائد الاقتصادي للعملية والذي ينطلق من التقارير التي أحصت الخسائر الاقتصادية لإسبانيا من عدم تنظيم عملية مرحبا انطلاقا من أراضيها في العامين الفارطين. وأفترض أنه يمكن بحث إطلاق خطوط جوية بين إسبانيا ومدينتي العيون أو الداخلة في الصحراء المغربية كمضمون آخر لنمو العلاقات المغربية الإسبانية في إطار عملية مرحبا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى