السياسية

وضعية الأطفال بتنذوف تحرك نشطاء للتنديد

الميزان/ الرباط : المنظمة المغربية لحماية ورعاية الطفولة

almizan.ma

دقت العديد من الفعاليات الحقوقية ناقوس الخطر بشأن تدهور أوضاع الأطفال في مخيمات تندوف، حيث نبهت إلى الخروقات الإنسانية التي ترتكبها جبهة “البوليساريو”، تحت إشراف مباشر من الجزائر، داخل تلك المخيمات طيلة العقود الماضية.
شيبة مربيه ربو، رئيس مركز الصحراء للدراسات والأبحاث في التنمية وحقوق الإنسان، قال إن “ممارسات تجنيد الأطفال في مخيمات تندوف أصبحت شائعة، خاصة في ظل الوضعية الوبائية الحالية، حيث تنتشر أفعال العنف الجنسي والاستغلال الاجتماعي”.
وأضاف مربيه ربو خلال ندوة رقمية نظمتها العديد من الجمعيات الحقوقية على هامش المنتدى الاجتماعي العالمي بالمكسيك، أن “تجنيد الأطفال يخرق الأعراف والقوانين الدولية، ما يعكس مرامي الجبهة بخصوص ربط الأطفال بوحدات عسكرية تقطع الطريق على أي آلية لتجريم الظاهرة”.
وأورد قتيبة قاسم العرب، ممثل المنظمة الدولية لحقوق الإنسان والدفاع عن الحريات العامة بأمريكا، أن “المنظمة أحدثت لجنة لتقصي الحقائق في مخيمات تندوف قبل سنوات، ووقفت عند ظاهرة تجنيد الأطفال، حيث رفضت الجزائر الانخراط فيها بداعي أن تندوف عبارة عن منطقة عسكرية”.


وأشار قاسم العرب إلى أن “المنطقة العسكرية تؤكد بجلاء أن كل الأطفال مجندين لخدمة مصالح البوليساريو”، مبرزا أن “الأدلة كثيرة على تجنيد الأطفال في المخيمات، وهو ما يهدد السلام والأمن الدوليين، في خرق سافر للمعاهدات التي تحمي حقوق الإنسان حتى في زمن الحرب”.
من جانبه، لفت عمر خنيبيلا، رئيس لجنة الإعلام والاتصال في حركة “صحراويون من أجل السلام”، إلى أن “أكبر انتهاك حقوقي بالمنطقة هو الإبعاد القسري للصحراويين عن أرضهم طيلة نصف قرن، دون إيجاد حلول عملية لتسهيل العودة إلى أراضي الساقية الحمراء ووادي الذهب”.
وأوضح خنيبيلا أن “تجنيد الأطفال لم يكن صدفة، بل هو مخطط يستهدف زيادة وتيرة المواجهات العسكرية بالمنطقة قصد تشجيع حالات الاختطاف بالنظر إلى توتر الأوضاع بالقارة الإفريقية في ظل تفاقم النزاعات العسكرية بدول الساحل جنوب الصحراء”.
وتابع بأن “الجزائر تستعمل تندوف ورقة للضغط على المغرب في إطار الصراع الإقليمي للزعامة”، مشددا على أن “المخيمات تسيرها مجموعة من المغامرين الذين يريدون الإبقاء على الوضع كما هو”، خاتما بأن “الوضعية مخيفة وخطيرة بهذه المخيمات”.


أما المعلوم أوبك، المنسق العام لهيئة الساحل بموريتانيا، فشدد على أن “تجنيد الأطفال أصبح ظاهرة مقلقة في القارة السمراء على امتداد العقود الأخيرة بسبب تزايد النزاعات المسلحة”، موردا أن “البوليساريو تمارس جريمة إنسانية في مخيمات تندوف، وتخل بالتزاماتها الحقوقية إزاء الأطفال”.
وقال الفاعل الحقوقي الموريتاني إن “تجنيد الأطفال جريمة لا تسقط بالتقادم، وهو ما يستوجب من المنظمات إعداد تقاريرها لفضح المتورطين فيها، والضغط باتجاه إحصاء الأطفال، ومعاقبة كل المساهمين في الجريمة”.
من جهته، أكد عبد الوهاب الكاين، رئيس المنظمة الإفريقية لمراقبة حقوق الإنسان، أن “البوليساريو عبارة عن تنظيم عسكري لا تحكمه قواعد القانون الدولي، لأنه جهة فاعلة غير حكومية وغير دولية لا يمكنها التوقيع والمصادقة على أي اتفاقيات ناظمة لحقوق الإنسان”.
وأضاف الكاين أنه “يجب التفكير في مسؤولية الدولة المضيفة للمخيمات لأنها عضو في الأمم المتحدة ولها التزامات دولية تفرض عليها التكفل بالمدنيين ووقايتهم من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، لأن المخيمات توجد على أراض جزائرية”.
وواصل بأن “حالة الصحراويين في مخيمات تندوف استثنائية، لأنه لا يوجد في العالم أي مخيم يشرف عليه تنظيم عسكري من كل النواحي، القضائية والاجتماعية والاقتصادية”، لافتا إلى أن “المدنيين هم في حكم اللاجئين لأن الدولة المضيفة رفضت عمليات الإحصاء الرامية إلى تحديد الأعداد، وبالتالي الوقوف عند الحاجيات الإنسانية المطلوبة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى