almizan.ma
28/8/2022
حينما يعتقد المرء أو يظن أن ما يفعله صحيح، و يُزين له زين صنيعه النشاز حفنةُُ من المصفقين و التابعين و مكتري الأفواه و”الحنوك و الأحناك”، و تردد ألألسن وراءه أو معه لازمته النتنة و تصفق له بأياد مثقوبة ، فإنه بذلك يزيد في غيه، و لغ الكلب فيه من نفايات العهر اللفظي، و ميوعة الأداء المتعفن، و تفاهة القرون الحاضرة….
لأنه جمع صلابةَ الوجه ، و ألبسه مقاس ستة و خمسين درجة، فصار كمن يجمع العيدان في كنانة ثم ينثرها بين يديه، ثم يجمعها إليه، فيجرب أيها أصلب ، ثم يرى أو يتراءى له صلبة ..
و ما علم هذا الشاذ في قوله وفعله و من معه ، أن هناك من هو أصلب منه عودا و أفقه منه قولا،
و لو عاد و عادا للأولين، لعلم وعلموا أن ما يأتونه نشاز، وخروج عن الذوق و الأدب…
و حتى نكون منصفين فهم يعلمون و ليسوا بحاجة إلى الرجوع إلى ما جاء في باب الأدب الشعبي أو العار الشعبي أو الأدب الأسري العميق أو الأدب الديني أو المدرسي…
ليتعلموا ، و لهذا بأن القول والفعل قصدا و عن بينة و اختيار، و ترصد و سبق إصرار،
لعلهم أن “متى تأتي الكبيدة” لا محل لها من الإعراب إذا كانت الجملة معتلة و بها جار و محرور. و مضاف إليه…
و بها كل أدوات العلة و فعل كان الناقصة و لام الجازمة و قد مضى من العمر أكثر مما بقي، و قد وهن العظم و اشتعل الرأس شيبا و كبر البنون و ازداد لهم أنجال…
و لهذا لا تستقيم لازمة “الكبيدة” مع المرض…
و محل هذه “الكبيدة”” هذه “الكبيدة” الصحة و النعيم …. “فمتى تأتي يا الحميشة ” نشاز في زمن خطأ، و في لحظة ضعف و في بيت مألوم ، عين الشين و لا سين بعده….
لقد اختلفنا عنهم أو هم من اختلفوا عنا…
فلا تتعجب أن صار “نفير” الأنف عاد و لو في مأدبة ..و كفكفة العينين بطرف الأنامل أدب، و وضع رأس المنديل تحت الجفن لتمتص تسرب الدموع”étiquette” ؛ و كل ما كان عيبا أو سوء …صار عاديا حتى أصبح القديم قديما يليق بأهله من القدامى و أنا منهم ، فمن قصة فقد ارتفع و من بقي ، فهو عند أولئك أمي في أصول و قواعد “الإتيكيت”!
حتى عيادة المريض خرجت عن قواعد القديم و أدب المغاربة ومعايير اللياقة، فتغيرت أو هم من أرادوا تغييرها….
فقلبوا ما كان واقفا على قدميه في سكون الليل و عتمة المغيب…
و ليس ذلك لأن الجديد يغلب القديم غالبا و لكن لأن “السيية” تعلم السرقة و النزق و التفاهة في كل شيء…
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه