الفقه والشريعةقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

حضور تونسي وازن بالمؤتمر الدولي حول الصحراء

الميزان/ الرباط: متابعة

almizan.ma

حضور تونسي وازن بالمؤتمر الدولي حول الصحراء
الميزان/ الرباط: متابعة
د. زهرة الثابت
رئيس فرع المنظمة الدولية لحماية التراث بتونس
أنتم رئيس فرع تونس للمنظمة الدولية لحماية التراث، وكانت مشاركتكم في المؤتمر الدولي العلمي الذي نظمته المنظمة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط وازنة. حدثينا عن مشاركتكم التي تركت صدى مهما في الجلسة الافتتاحية ثم عن مداخلتكم بالجلسة الصباحية الثانية.
لا شك أن موضوع الصحراء هو القاسم المشترك الأكبر الذي تتقايضه تونس مع غيرها من دول المغرب العربي إذ هي الرقعة الترابية التي لا يخلو منها شبر في الوطن العربي أو الافريقي لذلك فإن هذا الموضوع يغدو مهما بالنسبة إليها، ونحن نحضر بهذا المؤتمر الدولي ممثلين بلدنا وبصفتنا رئيس فرع المنظمة الدولية لحماية التراث بتونس هذه المنظمة التي أشرفت على تنظيم المؤتمر الدولي الموسوم ب ” ثقافة الصحراء: جمالية وعمق إنساني”. وقد تخيرنا أن تكون مشاركتنا ورقة علمية وسمناها ب” الصحراء فضاء تخييليا رامزا في القصص الديني” وهي ورقة علمية هفونا من خلالها إلى الوقوف عند الدلالات الرمزية التي ثواها فضاء الصحراء في النص الديني القصصي عرائس المجالس للثعلبي النيسابوري وانتهينا إلى أن الصحراء منذ الأزل كانت فضاء مقدسا لأنها فضاء التجلي الإلهي ونزول الأنبياء إضافة إلى أنها فضاء العقاب وفضاء المعجزة بل هي فضاء طقسي شعائري بامتياز.
ما انطباعاتك عن المؤتمر والجهة المنظمة بالمنظمة الدولية لحماية التراث؟
بدا لي المؤتمر واعدا في عنوانه مهما في أهدافه دقيقا في ترتيباته حتى يأمن تحقق هذا المحفل الدولي على أرض الواقع. ويلقى ما لقيه من نجاح عظيم قل نظيره حقيقة. وقد راعني كثيرا ما توفر عليه هذا المؤتمر من تنظيم يندر وجوده ومن تعاون واقتسام لأعباء هذه التظاهرة العلمية الثقافية لتحقق النجاح الباهر الذي وصلت إليه، إضافة إلى الحضور الباهر للإعلام الذي لم يدخر وسعا في توثيق هذه اللحظة التاريخية وتوثيق مداخلات المشاركين وكلمات الضيوف الأجانب والتعريف بهذا العرس العلمي الثقافي فجمع بذلك هذا المؤتمر الكلمة الراقية والهادفة وكانت أغلب المداخلات على درجة كبيرة من الأهمية والطرافة بحيث توزعت أغلب المباحث بين حقول معرفية متنوعة تقاطعت فيها شتى العلوم كالأنتروبولوجيا والتاريخ وعلم الاجتماع والأديان والسياسة والشعر والأدب، فاستحالت الصحراء الأرض اليباب إلى أرض للخلق والإبداع والتلاقح الثقافي.
ما هي أهمية عضوية تونس التي تمثلينها بالمنظمة الدولية لحماية التراث على مستوى البحث العلمي في التراث؟
وقع الاختيار على تونس منارة لاستقطاب أنشطة المنظمة الدولية لحماية التراث وعلى شخصي عضوا ممثلا لهذه المنظمة وهذا يشرفني كثيرا على اعتبار أن تونس ستكون الأرض المهاد للتعريف بمشروع المنظمة وأهدافه المرتقبة وتيسير السبل لإنجاحها قدر ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. إذ نحن نوطن النفس في قادم الأيام على تبني أهداف المنظمة والحرص على تحققها على أرض الميدان يحدونا في ذلك هاجس جعل تونس محطة لاستقبال هذا المؤتمر وتأمين نشاطه بل إننا نحلم النفس بأمرين أولهما التفكير في إنشاء موسوعة عربية إفريقية مقارنة تتعلق بالصحراء ومتعلقاتها فتكون مظاهر قيافة الجسد بالصحراء من لباس وصحة وطعام ويكون البيت الصحراوي وما يؤثثه من خيمة وحيوان ونبات أهم المواضيع التي يمكن أن يعقد عليها الحديث ويسيل حولها الحبر. وثاني الأمرين إنشاء مجلة خاصة بالمنظمة نطلق عليها تسمية “التراث والهوية” أو”تراثنا هويتنا” أو ” ثراثنا العربي الإفريقي” أو غيرهما من العناوين التي قد تحقق أهداف المنظمة وغايات المعرفية والعلمية والثقافية.
لاحظنا حضورا مكثفا لممثلي الدول بالمنظمة الدولية لحماية التراث. فهل المؤتمر مناسبة لاجتماع المنظمة أم هناك سبل علمية لسياسية المنظمة على مستوى التنسيق والنشر؟
أمَّ هذا المؤتمر عددا وفيرا من ممثلي الدول بالمنظمة الدولية لحماية التراث وقد كان هذا المؤتمر مناسبة للقائهم والتعرف إليهم وإلى اهتماماتهم ولكننا نأمل أن يكون هذا الاجتماع قد أفرز خطة ونهجا في البحث يمكن أن تسلكه المنظمة في قادم الأيام بل أن يكون الاجتماع مناسبة لتقييم مخرجات المؤتمر الأول وهو ما كان ينبغي أن يكون وأن يخصص له حيز من الزمن عسى أن يكون هذا التقييم مناسبة ننفتح من خلالها على اقتراح موضوع لمؤتمر قادم جديد. وعلى التفكير في نشر أعمال المؤتمر والسياسة المتبعة في ذلك. بل إننا نقترح إعادة النظر في هوية الأعضاء الممثلة للمنظمة الدولية لحماية التراث ورسم خارطة جديدة على هديها نسير فيكون الانتقاء منصبا على المغرب العربي أولا بدءا من تونس والجزائر وليبيا وموريطانيا وصولا الى المشرق العربي بدءا من مصر والعراق وسوريا وفلسطين واليمن ودول الخليج كالبحرين وعمان والامارات والسعودية وقطر وغيرها لان الهوية العربية ممتدة جذورها من المغرب إلى المشرق ولأن التراث متحول متبدل عبر الرحيل الثقافي من أمة إلى أمة ومن حضارة إلى أخرى. إننا نحرص على التنوع الثقافي وذاك لعمري أمر مطلوب لترسم ملامح التراث بين الأمم والبلدان.
كيف كان انطباعك عن المغرب؟
لقد كشف لي حضور هذا المؤتمر أن المغرب بلد راق، إذ هو بلد العلم والمعرفة أولا وبلد المحبة والتسامح وقبول الآخر أنى كان انتماؤه العرقي والاجتماعي والديني ثانيا فقد آوى هذا المؤتمر كل الشرائح بمختلف أطيافها وانتماءاتها وأحسن وفادتها حتى بات المغرب عنوانا للكرم والجود ومحبة الآخرين حقا لقد برهن المغرب من خلال هذا المؤتمر بما لا يدع مجالا للشك أنه بلد الانفتاح والتلاقح الثقافي والحضاري بامتياز وأنه مؤمن أن استمراره ورقيه لن يكون إلا بالانفتاح على الآخر لأنه قدره الذي لا فكاك له منه جغرافيا وسياسيا وثقافيا وحضاريا .فالهوية العربية تجمعنا والتراث يميزنا. والمحبة والألفة توحدنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى