*لماذا يسكت الخير ويتكلم الباطل…؟*
الميزان/ الرباط: بقلم/أ. عبده معروف
في عالمٍ أُعطيت فيه الأصوات لمن لا يستحق، وتراجعت فيه الكلمة الصادقة أمام صيحات الكذب والتهريج، تُجمد قنوات النور وتُفتح قنوات الظلام، لا لأمرٍ إداري، بل لأن أهل الخير سكتوا حين وجب أن ينطقوا، وتوقفوا حين كان لا بد أن يواصلوا، نحن لا نعيش زمن ضعف الرسالة، بل زمن ضعف حُماتها؛ فالخير لم يُقصَ لأنه عاجز، بل لأن من يحملونه تخلّوا عن أسباب النُصرة، بينما أهل الباطل ما توانوا عن التحرك، والبلاغ، والدعم، والنشر، حتى أعادوا لما يُسيء وجهًا وقالبًا وحضورًا، وقناة *انشر الخير* واحدة من تلك القنوات التي وُئدت ببلاغات، لأنها تنشر ما يُرقّق القلب ويُهذب السلوك ويُعلّم الذوق، لا تحوي فجورًا، ولا شبهة، ولا تسفّه أحدًا، بل تتعالى بالروح إلى مقام الرقي، ومع ذلك، جُمِّدت… ولم يتحرك لها جمهور الفضيلة بنصرة ولا دعم!؛ أليس من العدل أن يُنصر الخير ولو بالضغط على زر “متابعة”؟ أليس من الإنصاف أن نُثبت أن الكلمة الطيبة لا تموت؟ أليس من الواجب أن نُبرهن أن الفضيلة ليست غريبة في ديارها؟ فالغلبة ليست لمن يملك الدعم الخارجي فقط… بل لمن *عمل بالأسباب* فإن تخلّى عنها أهل الحق، فقد حُسمت النتيجة، وصار للباطل صوتٌ لا يُرد.. اليوم كل متابع لقناة الخير هو نبض مقاومة، وهو سهم في وجه الرداءة؛ فكن ذلك النبض… وتابع القناة، لتكن مشاركتك نُصرة لرسالة لن تموت ما دام فينا حياة.