almizan.ma
مسابقة الصحافيون الشباب من أجل البيئة الدورة 22
الميزان/ الدار البيضاء: متابعة
بثانوية أبي شعيب الدكالي التأهيلية مديرية ابن امسيك-
صنف الربورتاج الصحفي
تعاونية النساء الحرات.. مثال لنساء رائدا في الحفاظ على البيئة.
أصبحت الأوساط البيئية خلال العصر الحالي تعيش اختلالات عظمى بسبب التغيرات المناخية، مما جعل دول العالم تواجه تحديات قوية تمثلت في كيفية خلق توازن بين استدامة الموارد وبين الحفاظ على البيئة، وقد كان المغرب سباقا لخوض هذا الغمار والبحث عن حلول واعتماد مجموعة من الآليات كان أبرزها تنمية القطاع التعاوني التضامني، فبلغ عدد التعاونيات بعمالات الدار البيضاء و المحمدية والنواصر ومديونة إلى غاية يوليوز 2023 ما عدده 1135 تعاونية، يختلف توزيعها حسب القطاعات، اذ ثمتل التعاونيات الفلاحية نسبة 12.6% كتعاونية النساء الحرات التي تعتمد على الزراعة البيولوجية كزراعة الفلفل الأحمر الحار الزناتي بمنطقة سيدي موسى بن علي، فكيف يمكن أن تسهم زراعة الفلفل الأحمر في استدامة الأراضي الزراعية؟ والأهم كيف يمكن للعمل التعاوني أن يكسر حلقة التدهور البيئي؟
وبغية استكشاف المحيط الايكولوجي عن قرب، توجه فريق عمل الصحافيين الشباب لثانوية أبي شعيب الدكالي التأهيلية لزيارة تعاونية “النساء الحرات” التي تقع بجماعة سيدي موسى بن علي ضواحي المحمدية.
ترأس هذه التعاونية السيدة زهرة أمغار التي اختارت أن تكون ربانا لرحلتنا الاستكشافية، فقدمت لنا مجموعة من التفاصيل الدقيقة حول عمل التعاونية ومنتوجاتها، وكان أبرز ما جاء على لسانها أن “للتضامن والعمل الجماعي دور مهم في تحقيق مردودية فعالة”، حيث تضم هذه التعاونية أزيد من خمسين مستخدما بين نساء ورجال من ساكنة المنطقة، الذين أخذوا على عاتقهم ضرورة الحفاظ على خصوبة الأراضي الزراعية وضمان استدامتها وذلك باعتماد انتاجبيولوجي يقوم بالأساس على تقنيات تحيي الأرض وتراعي حرمات الطبيعة، و التي تمثلت في تثمين زراعة الفلفل الحار الزناتي.
وفي هذا الصدد ارتأينا أن نطرح تساؤلا مهما ألا وهو :” لماذا تم الاعتماد على زراعة الفلفل الأحمر؟”، وفي معرض جوابها أشارت السيدة امغار إلى أن “الفلفل الحار يتأقلم مع ملوحة تربة المنطقة، بالإضافة إلى دوره الأساسي في تعقيم الأراضي الزراعية المستعملة التي تبلغ مساحتها 25 هكتار؛ وذلك راجع لحموضة الفلفل.”و قصد انتاج كميات مهمة و بطريقة بيولوجية دون استخدام أي مادة كيميائية تلقى العامين بالتعاونية تكوينات في مختلف مراحل الإنتاج من عملية الحصاد إلى عملية التخزين، وذلك تحت اشراف السيدة زهرة التي بدورها تلقت تكوينا دام أربع سنوات على يد خبراء ألمانيين، كلها جهود مكنت من زيادة كمية الانتاج اذ تتراوح بين 25 طن إلى 50 طن سنويا من الفلفل الحار الذي يجنى خلال شهري شتنبر وأكتوبر، ليمر الفلفل بعد مرحلة الجني لعملية التنقية والغسل، تعقبها مرحلة الطحن وتحويله بواسطة آليات حديثة لمادة “الهريسة” التي تخزن في ظروف مناسبة.
كما أن الشيء الذي زاد إعجابنا بنمط زراعة الفلفل الزناتي، هو احترامها للنظام الإيكولوجي وحسن استغلالها للموارد الطبيعية، وذلك باعتمادها لتقنية التناوب التي تريح الأرض وتقضي على الحشرات الضارة، مما يساعد في زراعة وتثمين منتوجات أخرى محلية كالحمص والزعتر.. كما عملت التعاونية على إدخال مشتقات أخرى للفلف الحار كالخل و الصلصة و بهارات مصنوعة من الفلفل القابلة للاستعمال بعد الطهي، كل ذلك مع احترام المعايير الصحية المعتمدة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ليتم تسويق هذه المنتجات بعد ذلك على الصعيد الوطني والدولي.
وبهذا تكون عملية انتاج الفلفل الحار قد أتاحت مناصب شغل لساكنة المنطقة خاصة النساء، ومن هنا نكون قد فتحنا بابا من الأبواب السبعة عشر بمساهمتنا في القضاء على الفقر، وفي إطار ذلك استفادت التعاونية من دعم من وزارة الفلاحة والصيد البحري ضمن استراتيجية مخطط المغرب الأخضر، الذي من خلاله تدعم الدولة المشاريع المستدامة.
ومع كل هذه التوضيحات، بدأت تتضح الفكرة، وأصبحنا نرى الأمل الذي تحمله الزراعة البيولوجية كزراعة الفلفل الأحمر في استدامة الأراضي وانقاذها من آثار التغيرات المناخية. ونجزم يقينا أن العمل التعاوني ركيزة أساسية لمواجهة التدهور البيئي، كتعاونية النساء الحرات التي تعد مثالا حيا لنساء مناضلات يسابقن الزمن لإنقاذ أراضيهن من آثار التغيرات المناخية، لذا أصبح من الضروري تعميم هذه المبادرة في بقية الحقول الزراعية والتفكير في مبادرات أخرى لضمان سيرورة بيئة اقتصادية واجتماعية .