فضائح وداديات سكنية بتزنيت تصل القضاء
الميزان/ تزنيت : طارق الدكوك

almizan.ma
فضائح وداديات سكنية بتزنيت تصل القضاء
الميزان/ تزنيت : طارق الدكوك
تعرض مئات من المواطنين، بينهم أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، للظلم والإحباط بسبب تأخر وفشل مشاريع سكنية بمدينة تيزنيت، حيث لم يتمكن العديد منهم من الحصول على حقوقهم في بقع أرضية أو شقق سكنية وُعدوا بها منذ عقود..
وعلى الرغم من مرور الزمن، فإن بعض المنخرطين قد توفوا دون أن يروا أي تقدم في ملفاتهم.
تعيش هذه الفئة حالة من القلق المستمر والخوف من ضياع حقوقهم، بعدما تبين من خلال مصادر مطلعة أن إحدى هذه المشاريع السكنية ستشهد انفجارا بسبب الأوضاع الراهنة، بعد أن تقدم مجموعة من المنخرطين بشكاوى إلى النيابة العامة، بسبب مماطلة أصحاب المشاريع في الوفاء بالتزاماتهم. ويترقب المنخرطون حكم القضاء في ملفاتهم التي تتم دراستها على أساس تقارير خبراء في المجال القضائي والمالي.
في شهاداتهم، يروي بعض المنخرطين معاناتهم جراء غياب التواصل مع إدارة الودادية، إلى جانب محاولات إخفاء الحقائق والتهرب من مواجهة التحديات المترتبة على تعثر المشاريع. كما أشاروا إلى أن هذه الوداديات لا تلتزم بتنظيم جموعها العامة في الوقت المحدد، ولا تمنح محاضر الاجتماعات للمشتركين، بل يتم عقد هذه الاجتماعات بطرق غير شفافة، وفي بعض الحالات يتم دعوة أفراد معينين لمصلحة خاصة، مما يعكس انعدام النزاهة في سير الأعمال.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ أشار البعض إلى أن الوداديات تقوم بتحويل الأموال التي جمعها المنخرطون من حساب إلى آخر، لتستفيد منها شركات أخرى تابعة لها في مشاريع سكنية في مدن مختلفة مثل أكادير، سيدي إفني، مراكش، والصويرة، ما يعزز المخاوف بشأن استغلال هذه الأموال في مشاريع خارج تيزنيت.
من جهة أخرى، كشفت مصادر محلية عن بعض رؤساء الوداديات في تيزنيت الذين أسسوا شركات عقارية في مدن أخرى، تاركين وراءهم مئات الضحايا في مشاريع متعثرة. هؤلاء لا يزالون يواجهون تحديات قانونية معروضة أمام المحاكم، في الوقت الذي تستمر فيه تلك الشخصيات في نشر إعلانات لبيع شقق جديدة، ما يعكس استغلالهم المستمر للثقة الشعبية.
وعلى الرغم من تراكم هذه المشاكل، يبقى أن العديد من مسؤولي هذه الوداديات قد أطلقوا مشاريعهم من لا شيء، ولكنهم تمكنوا من جمع ثروات ضخمة في وقت قصير، مما يثير العديد من الشبهات حول أساليبهم المشبوهة في النصب والاحتيال. وقد عرفت هذه الحالات استغلالاً جشعاً للوضع القانوني للوداديات، حيث يتم استثمار الثقة الممنوحة لهم في استغلال عقارات مع تمتعهم بالامتيازات الضريبية، وهو ما يجعل العديد من الضحايا يعانون من فقدان حقوقهم المشروعة.
يجدر بالذكر أن “التنسيق الوطني لضحايا الوداديات السكنية بالمغرب” كان قد وصف هذا الوضع بأنه أزمة معقدة، مشيراً إلى أن القوانين التي تنظم الجمعيات والعمل المدني تُستغل في المجال العقاري من قبل هؤلاء المتلاعبين بهدف تحقيق أرباح شخصية على حساب البسطاء.